تجاوزت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا 100 يوم. وبدأت الآمال في استئناف سريع للعلاقات، خاصة بعد مغادرة أرانشا غونزاليس وزارة الخارجية، تتلاشى.
ونهار اليوم الخميس 29 يوليوز قدم رئيس الحكومة بيدرو سانشيز في مؤتمر صحفي خطته من أجل استئناف العلاقات مع المغرب، وأوصى بـ"السرية" من أجل تسوية الخلافات مع " شريك استراتيجي".
وبدا رئيس الحكومة الإسبانية حذرًا جدًا في الإجابة على أسئلة الصحفيين حول الأزمة مع المغرب، وتجنب الحديث عن إحراز "تقدم"، وكرر ثقته في جدوى العمل "السري" باعتباره السبيل الوحيد المؤدي إلى المصالحة مع الرباط. وأشاد بالمملكة قائلا "كما قلت في مناسبات عديدة، المغرب، بالطبع، شريك استراتيجي لبلادنا"، حسبما نقلته وكالة إيفي.
ويبدو أن المغرب غير مستعجل في استئناف العلاقات. ففي 15 يوليوز، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس لرئيس مليلية إدوارد دي كاسترو، أن المفاوضات لاستئناف العلاقات مع المغرب "تسير على المسار الصحيح".
وبعد أربعة أيام أكدت "مصادر دبلوماسية مغربية"، في تصريحات لصحيفة "لا رازون"، أن المغرب ليس مستعدا بعد لطي صفحة الخلافات، مشيرة إلى أنه يجب قبل ذلك مناقشة عدة نقاط وتقديم توضيحات حول السبب الحقيقي للأزمة، وتحديداً ظروف استقبال إبراهيم غالي في إسبانيا.
ذات المصادر أكدت أن المغرب لا يريد عودة فورية لسفيرته كريمة بنيعيش إلى مدريد، التي تم استدعاؤها يوم 18 ماي للتشاور.
تركيز بيدرو سانشيز على "السرية" سبقته إليها وزيرة الخارجية السابقة أرانشا غونزاليس لايا، حيث سبق لها أن قالت في مقابلة مع إذاعة كادينا سير أن "التحفظ والسرية مهمان لبناء الثقة" مع المغرب.
ولا يشترك الحزب الشعبي، أكبر أحزاب المعارضة مع رئيس الحكومة في نهجه، ويطالب بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه مع "جار استراتيجي مثل المغرب"، من خلال معالجة القضايا الرئيسية مثل الهجرة أو التعاون في المسائل الأمنية.
وقالت المتحدثة باسم الحزب في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، فالنتينا مارتينيز فيرو، في تصريحات لـ أوروبا بريس، إن مشاكل من هذا النوع "لا يمكن أن تنتظر حتى شتنبر"، وتابعت "المغرب صديق أساسيً، كنا نأمل أن يبدأ (الباريس) عمله في الأسبوع الأول، لكنه لم يفعل شيئًا".