بعد دفع بروكسل لاتخاذ موقف لصالحها، تواصل إسبانيا تعبئتها حول قضية أزمة الهجرة في سبتة، حيث حشدت وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية سفارات بلدها لدى دول الاتحاد الاوربي لمواجهة الهجوم الدبلوماسي الذي يشنه المغرب. وبحسب صحيفة "إلكوفيدونسيال" فإن "التعليمات" التي تلقتها التمثيليات الدبلوماسية، تتعلق بأزمة الهجرة والصحراء الغربية.
وجاء في المذكرة أن "المغرب ينشط في عواصم الاتحاد الأوروبي المختلفة لتقديم نسخته من الأحداث المتعلقة بالأزمة الحالية في العلاقات مع إسبانيا". وترى إدارة أرانشا غونزاليس لايا أنه من الضروري مساعدة دبلوماسييها بشكل استباقي في اتصالاتهم مع وزارات خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
وتحمل المذكرة توقيع كاميلو فيلارينو، مدير مكتب وزيرة الخارجية الإسبانية، وهو واحد من كبار المسؤولين القلائل الذين شاركوا في عملية استقبال إبراهيم غالي بشكل سري في مستشفى لوغرونيو. وهو أيضا خبير في العلاقات مع المغرب، نظرا لاشتغاله في السفارة الإسبانية بالرباط لمدة أربع سنوات.
الصحراء في قلب الأزمة
وأكد كاميلو فيلارينو أنه "من الواضح أن رد فعل المغرب لا يمكن تفسيره إذا لم يتم التركيز على مسألة الصحراء الغربية". وهو التوضيح الذي يتعارض مع الرواية الرسمية التي أدلت بها رئيسة الدبلوماسية الإسبانية حول التوتر مع الرباط، والتي تنفي أن تكون قضية الصحراء السبب الرئيسي في الأزمة مع المغرب.
وبدأ التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين مباشرة بعد رفض الحكومة الإسبانية، عبر وزيرة خارجيتها، اعتراف إدارة ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء. وتبع ذلك تأجيل الاجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين الإسبانية والمغربية إلى أجل غير مسمى، فيما تعتبر قضية إبراهيم غالي القطرة التي أفاضت الكأس.
وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية قد أكدت في 14 دجنبر 2020 في حوار مع وسائل إعلام إسبانية أن حل قضية الصحراء "لا يعتمد على إرادة أو عمل أحادي الجانب لدولة مهما كان حجمها" واضافت ان هذا الملف "بين يدي الأمم المتحدة". وشددت على أن الإدارة القادمة لجو بايدن هي التي "ستقوم بتقييم الوضع ومعرفة تموضعها وستعمل من أجل حل عادل ودائم، الذي لا يعتمد على الانحياز في لحظة إلى معسكر أو آخر".