في أول تعليق من مسؤول حكومي مغربي، عقب أزمة الهجرة التي تشهدها سبتة منذ الساعات الأولى من صباح الإثنين 17 ماي، نشر وزير الدولة المكلف بحقوق الانسان والعلاقات مع البرلمان، المصطفى الرميد سلسلة من التساؤلات على حسابه في فايسبوك، وقال "ماذا كانت تنتظر اسبانيا من المغرب، وهو يرى أن جارته تأوي مسؤولا عن جماعة تحمل السلاح ضد المملكة؟" وقال إن "إقبال دولة إسبانيا على استقبال رئيس جماعة البوليزاريو المسلحة، وإيوائه بأحد مستشفياتها بهوية مزورة، ودون اعتبار لحسن الجوار الذي يوجب التنسيق والتشاور، أو على الأقل الاخبار في مثل هذه الاحوال، لهو إجراء متهور غير مسؤول وغير مقبول إطلاقا".
وأضاف قائلا "ماذا كانت ستخسر اسبانيا لو أنها قامت بالإجراءات اللازمة في مثل هذه الاحوال، لأخد وجهة نظر المغرب بشأن استضافة شخص يحارب بلاده؟ ولماذا لم تقم اسبانيا بالإعلان عن وجود المعني بالأمر على ترابها بهويته الحقيقية؟ أليس ذلك دليلا على انها متأكدة من أن ما قامت به لا يليق بحسن الجوار؟ وماذا لو كان المغرب هو من فعل ما فعلته اسبانيا؟".
وبحسب الوزير فإن "اسبانيا فضلت علاقتها بجماعة البوليزاريو وحاضنتها الجزائر على حساب علاقتها بالمغرب" الذي في نظره "ضحى كثيرا من أجل حسن الجوار، الذي ينبغي أن يكون محل عناية كلا الدولتين الجارتين، وحرصهما الشديد على الرقي به".
وأوضح قائلا "أما وان اسبانيا لم تفعل، فقد كان من حق المغرب أن يمد رجله، لتعرف اسبانيا حجم معاناة المغرب من أجل حسن الجوار، وثمن ذلك، وتعرف ايضا أن ثمن الاستهانة بالمغرب غال جدا" من أجل مراجعة نفسها وسياستها وعلاقاتها، وتحسب لجارها المغرب ما ينبغي أن يحسب له، وتحترم حقوقه عليها، كما يرعى حقوقها عليه، على حد قوله.
وفي سابقة من نوعها، تعيش مدينة سبتة أزمة خانقة، بعد دخول آلاف المهاجرين المغاربة من مختلف الأعمار إليها منذ صباح الإثنين. كما أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تمر في الوقت الراهن بأسوء مراحلها، وذلك بعد استقبال مدريد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي سرا في أحد مستشفياتها، وكذا بسبب موقفها من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.