يشغل المغربي حسن شرايبي حاليا منصب نائب مدير شركة إيرباص في بريمن بألمانيا، ويوجد ضمن قائمة أحسن 1٪ من كبار المدراء الأصغر سنًا في الشركة. بدأ مسيرته المهنية من الصفر وتغلب على العديد من التحديات قبل أن يتسلق المواقع والمراتب في الشركة الأوروبية العملاقة المتخصصة في صناعة الطائرات.
ولد هذا المهاجر المغربي سنة 1988 في طنجة لعائلة فاسية الأًصل، ودرس في المغرب إلى غاية حصوله على الباكالوريا في شعبة الاقتصاد، ثم هاجر إلى فرنسا لمتابعة تعليمه العالي، حيث انضم إلى الأقسام التحضيرية بالمدرسة العليا للتجارة في كليرمون فيران.
واختار حسن شرايبي الالتحاق بكلية تولوز للأعمال في عام 2008 للحصول على درجة الماستر في الإدارة الصناعية. ويتذكر قائلاً "عندما كنت صغيرًا، كانوا يلقبونني برائد الفضاء لأنني كنت دائما أحدق في النجوم"، وتابع أنه كان يعلم أن تولوز هي القلب النابض لصناعة الطيران الفرنسية والأوروبية، وأضاف "أتيت من المغرب وحتى بعد أن أمضيت بضع سنوات بالقرب من كليرمون فيران، لم يكن لدي معارف كثر".
"كطالب، نحاول قدر المستطاع تدبير أمورنا. ومع ذلك، أردت دراسة علم الطيران لدرجة أنه أصبح هوسي، حتى بدون معارف أو مساعدة خاصة من الخارج أو فرنسا".
وبعد ذلك تعرف على شخص من فوج سابق من مدرسته قام بإجراء تدريب في شركة إيرباص، وقام بإرشاده إلى مسؤول داخل الشركة كان يبحث عن متدرب في قسم المشتريات، لينضم إلى شركة أحلامه لمدة ثلاثة أشهر. وقال "كنت مثل طفل في متجر ألعاب أعمل في قسم تركيب القطع في مقر شركة إيرباص في تولوز. كانت تتواجد الطائرات على اليسار وعلى اليمين، كان الموقع ضخما يضم أكثر من 20000 موظف، كانت تجربة رائعة".
من متدرب في تولوز إلى نائب مدير مصنع بريمن
بعد هذا التدريب، عرض عليه عقد تدريب مهني. وبفضل جهوده الشخصية، نجح في إقناع مسؤولي الموارد البشرية بالشركة بالانفتاح أيضًا على خريجي مدرسته. في نهاية المطاف، حصل ابن مدينة طنجة على منصب مدير المشروع في قسم اللوجستيات وتجميع القطع في إيرباص - تولوز بموجب عقد تدريب مهني، يمتد بين الفترة من 2009 و 2011.
بفضل التزامه وتفانيه في العمل، وحصوله على الماستر في عام 2011، تم اختياره، لينضم إلى برنامج Airbus Global Talent Recruitment وقال "لقد كان برنامجًا انتقائيًا للغاية استغرق 9 أشهر لاختيار واحد من كل 1000 مرشح". وانتقل إلى سان نازير، غرب نانت، ليشتغل كنائب مدير للمشتريات في مصنع إيرباص، حيث تقوم الشركة بتصنيع النصف الأمامي من جسم الطائرة.
"سمح لي برنامج التوظيف هذا بتلقي تدريبات مكثفة على مدار عامين في إدارة المشاريع والاتصالات وإدارة الفريق...، على مجموعة من الشركات اتباع هذا النهج، فمن خلال إدماج الشباب والاستثمار فيهم، فإنك تشكل قادة المستقبل وتغرس فيهم ثقافة الشركة ".
وفي عام 2012، وهو في سن الرابعة والعشرين فقط، أصبح مدير مشروع، وقال "كنت أبدأ العمل في السادسة صباحًا وكمن مجبرا على تقديم تقرير إلى مجلس الإدارة في الساعة 7 مساءً. لقد كانت اياما صعبة لكنها كانت تستحق العناء ".
وبعد مرور عام، تم استدعاء حسن شرايبي لتغيير البلد، حيث انتقل إلى ألمانيا رفقة زوجته التي تعرف عليها في مدرسة التجارة بتولوز، وقال مازحا "كنا نتقن اللغة الإسبانية والعربية والإنجليزية والفرنسية، لكننا لم نتمكن حتى من قول السلام عليكم بالألمانية"، لكنه نجح في نهاية المطاف في التغلب على هذا التحدي بفضل أحد أعضاء فريقه في العمل الذي لم يكن يتحدث الإنجليزية وكان عليه أن يتواصل معه.
وبعد ذلك تم استدعاء حسن الشرايبي للعمل في مصنع بريمن (شمال غرب ألمانيا)، ثاني أكبر موقع لشركة إيرباص في البلاد والذي يقوم بتصنيع أجنحة الطائرة، ليشغل منصب نائب - مدير البنى التحتية. ويسهر هذا الموقع أيضا على صناعة الطائرات العسكرية من طراز A400M، وهو أيضًا مركز مهم لاستكشاف الفضاء.
يعمل الموقع أيضًا على تطوير تقنيات جديدة. ويهتم المهاجر المغربي بشقين "دور عملي كمسؤول عن حوالي 150 شخصًا في مجالات الإنتاج واللوجستيات والصيانة الصناعية وإدارة الأداء بالإضافة إلى دور استراتيجي من خلال العمل على تطوير المشاريع المستقبلية للمصنع".
"عندما أنظر إلى رحلتي في إيرباص، أرى أن الشركة قد سمحت لي ببناء الجسور بين المهندسين وغير المهندسين وبين الأشخاص من مختلف البلدان والقارات. الثقافة المغربية تهيئنا جيدا للعب دور الجسر هذا ".
ويتابع هذا المهاجر المغربي صناعة الطيران في المغرب، وساعده في ذلك منصبه وقال "خلال تجربتي في شركة إيرباص، سافرت إلى المغرب بصفتي مدققًا لجودة الإنتاج في المصنع، وقد تأثرت حقًا بمستوى التدريب في البلاد". وأكد أن التجربة المغربية تبقى طموحة، وأضاف "تتمتع المملكة برؤية عظيمة لتغيير نفسها من خلال تطوير المزيد والمزيد من المهارات".
وأضاف قائلا "أتابع تطور صناعة الطيران في المغرب عن كثب. نظرًا لأن شركة إيرباص موجودة محليًا أيضًا، فأنا لست منغلقًا على فكرة العودة إلى البلاد أرى تطور القطاع الصناعي في المغرب مع الكثير من التفاؤل".
وأكد حسن شرايبي أن "التكنولوجيا هي التي تجلب الثروة للدول على المدى الطويل، ويجب تطويرها بالتوازي مع تطوير التنافسية الاقتصادية".