واصل ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الإثنين 10 ماي مباحثاته مع نظرائه الأفارقة.
وأجرى اجتماعا مع وزراء خارجية رواندا والكونغو والطوغو. وكانت قضية الصحراء في قلب المحادثات مع نظيريه من الطوغو والكونغو، وهما دولتان معروفتان منذ عهد الحسن الثاني بدعمهما لمواقف المملكة. وتأتي هذه المشاورات بالتزامن مع استعداد الجزائر لتولي الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في ماي المقبل.
لكن يبقى للاجتماع الذي عقده مع الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الرواندي، فانسون بيروتا طابعا خاصا، وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن الجانبين قررا "العمل من أجل جعل البلدين نقطة ارتكاز لبعضهما البعض في الدفاع عن المصالح المشتركة على المستويات الإقليمية والقارية والدولية".
ورحب الوزيران بحسب ذات المصدر بجودة التنسيق بين الطرفين على المستوى القاري (الاتحاد الأفريقي والشراكات الإقليمية) والمستوى الدولي (الأمم المتحدة) واتفقا على زيادة هذا التنسيق وكذلك المشاورات السياسية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تهم إفريقيا.
واتفق الوزيران على دعم الترشيحات المغربية والرواندية على مستوى الهيئات الإقليمية والدولية، وذلك بشكل منسق ومتبادل .
وفي ما يتعلق بقضية الصحراء، شدد بيروتا على الجهود التي يبذلها المغرب للتوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه للنزاع الإقليمي حول هذه القضية، معربا عن الدعم الثابت لجمهورية رواندا وذلك في إطار احترام القرار 693 الصادر عن مؤتمر قمة رؤساء الدول وحكومات الاتحاد الأفريقي في يوليوز 2018.
وكان القرار 693 الذي تم اتخاذه في القمة الإفريقية المنعقدة في يوليوز 2018 بنواكشوط، قد أكد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة باعتبارها إطارا للبحث عن حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء، مع إنشاء آلية الترويكا لدعم جهود الأمم المتحدة من أجل إيجاد تسوية لهذا النزاع.
وبذلك تنضم رواندا إلى المغرب في معارضته لمحاولات الجزائر والبوليساريو في إعادة ملف الصحراء إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي.
وبدأ التقارب بين البلدين منذ زيارة الرئيس بول كاغامي إلى المغرب في يونيو 2016، وزيارة الملك محمد السادس إلى كيغالي في أكتوبر من نفس السنة.
وبعد ذلك استمرت الاتصالات بين زعيمي البلدين، وفي 5 نونبر 2018، أجرى الزعيمان مباحثات هاتفية، كما أرسل الملك محمد السادس رسالتين إلى كغامي في أبريل ويوليوز 2019.
واعترفت رواندا بـ"جمهورية" البوليساريو سنة 1976، لكن قربها من المغرب خلال السنوات القليلة الماضية، قد يدخلها إلى نادي الدول التي جمدت اعترافها بها.