يحتفي المغرب والأمم المتحدة، اليوم الاثنين، باليوم العالمي الأول لشجرة الأركان المعترف بها كتراث ثقافي لامادي للبشرية.
وتعد هذه التظاهرة مناسبة للتعريف بهذه النبتة الفريدة من نوعها على الصعيد العالمي، حيث تعتبر التربة المغربية موطنها الأصلي والوحيد، ولتسليط الضوء على الممارسات والمهارات الحياتية التي تربط الساكنة المحلية بهذه الشجرة الفريدة.
ويأتي هذا الاحتفال بهذا اليوم، بعد اعتماد الاقتراح الذي قدمه المغرب للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو القرار الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع من طرف الدول الأعضاء بنيويورك يوم 3 مارس 2021، حيث حاز المغرب بموجبه على دعم المجتمع الدولي لحماية هذا الموروث الطبيعي و تنمية مجاله الحيوي.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قالت في قرارها إنها "تدرك الخصائص المتعددة لزيت الأركان، ولا سيما في الطب التقليدي والتكميلي، وقطاعي الطهي ومستحضرات التجميل"، وأقرت أيضا بأن "الممارسات المتعلقة بالأركان وقطاع الإنتاج المستدام للأركان يسهمان في التمكين الاقتصادي والادماج المالي للمجتمعات المحلية، ولاسيما النساء اللائي يعشن في المناطق القروية".
ودعت الجمعية العامة "إدارة التواصل العالمي التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ومنظمة الأغذية الزراعية للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى تيسير الاحتفال باليوم العالمي لشجرة الأركان".
وتمتد هذه الثروة النباتية الوطنية على مساحة تزيد عن 800 ألف هكتار، موزعة على ثلاث جهات (سوس ماسة، ومراكش آسفي، وكلميم واد نون)، وتشكل مصدر عيش للآلاف من الساكنة المحلية، كما تضطلع بدور كبير في التوازنات البيئية، فضلا عن كون منتجاتها ، الغذائية والطبية، تشكل "علامة مغربية مسجلة" على الصعيد العالمي.
وعمل المغرب قبل سنوات على إحداث "الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان"(أندزوا) التي تعتبر الآلية الفعالة لتنزيل وتنسيق مختلف برامج التنمية التي أقرتها الدولة في إطار استراتيجيتها لتطوير قطاع الأركان، والذي أصبح مؤطرا منذ سنة 2011 بواسطة "عقد برنامج" رصد له غلاف مالي بلغ 2.8 مليار درهم.
ومن بين الأهداف التي يتوخى تحقيقها في هذا الصدد، إعادة تأهيل 200 ألف هكتار من شجر أركان الغابوي خلال 10 سنوات، والرفع من إنتاج زيت أركان، التي تزايد الطلب عليها وطنيا ودوليا، إذ ارتفع إنتاجه إلى 10 آلاف طن سنويا، عوض 4 آلاف طن.
وتنظم مؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الأركان، بالمناسبة، "تظاهرة" في صيغة ندوات افتراضية، التي تعرف مشاركة العديد من الخبراء المغاربة والدوليين، يتم خلالها التركيز على تقديم تحاليل متعددة القطاعات للنظام الإيكولوجي لشجرة الأركان، فضلا عن تنظيم حدث رفيع المستوى برئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش.