ولد محمد الجامعي في طنجة، ويقف وراء العديد من المبادرات الرياضية والثقافية والجمعوية في مدينة بوردو الفرنسية.وكان قد انتقل إلى فرنسا سنة 1968 للالتحاق بوالده الذي هاجر بداية الستينيات.
واختار متابعة مشواره الدراسي، في الميكانيك العام في سان نازير، وقال في تصريح لموقع يابلادي "لم أكن مولوعا كثيرا بالدراسة، كنت طفلاً شقيا بعض الشيء لكنني مارست الملاكمة التي كنت أحبها كثيرًا والتي خلقت لي توازنا في حياتي".
ومن خلال نشأته داخل حي "سيج فورمانوار" في بوردو، لاحظ محمد وجود عدد من المشاكل داخل هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 5000 نسمة من أكثر من 40 جنسية. ويتذكر ذلك بالقول "كان هناك عدد كبير من الشباب، وانعدام للأمن وانتشار للمخدرات واستعمال للأسلحة" ما دفعه لإنشاء Ussap Boxe de Pessac، وهي جمعية للملاكمة، وبعد ذلك ناد لهذه الرياضة داخل الحي من أجل إدماج الشباب.
"آنذاك، رجال السياسة أخبروني أن الحي به الكثير من المشاكل، وأنه من خلال تعليمي الملاكمة للشباب سأفاقم المشكل، وبعد ذلك أصبح ناديl’Ussap Boxe ثاني أفضل ناد للملاكمة في فرنسا"
وبعد تأسيس النادي، قرر محمد الجامعي العودة إلى مقاعد الراسة وحصل على دبلوم التعليم العالي في الرياضة، ما خوله اليوم لأن يصبح عضوا في الاتحاد الفرنسي للملاكمة ورئيس اللجنة الوطنية للإدماج من خلال الرياضة.
وبعد ذلك، قرر إنشاء Union M، وهي جمعية ثقافية وموسيقية أشرفت على تنظيم مهرجانات وحفلات موسيقية لسنوات عديدة، بما في ذلك les nuits du ramadan à Bordeaux، وقال محمد الجامعي "كان جميع الناس في الحي، يتابعون قنوات دوزيم والأولى، لذلك كنت أرغب في إحضار الفنانين الذين كنا نشاهدهم على التلفزيون". وبفضله تمكن أفراد الجالية المغربية المقيمين في بوردو، من حضور حفلات لنجاة عتابو، وعبد العزيز ستاتي، وسعيد الصنهاجي، ومصطفى بوركون بالإضافة إلى جدوان.
وسمحت له الجمعيتان بالتعرف على العديد من المشاهير، والتقى الممثل والمخرج سعيد الناصري وقال " بعد إنشاء اتحاد الملاكمة، دربت ملاكمًا فرنسيًا-مغربيًا ووصلنا إلى نهائي دوري الملاكمة الفرنسي في 2003". وبفضل سعيد الناصري تمكن من الاتصال بخالد رحيلو وهو بطل سابق للعالم في الملاكمة وعضو الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، والذي كان شقيقه مسؤولا عن النخبة المغربية وقال "أرسلت هذا الملاكم إلى المغرب وتم قبوله في المنتخب الوطني. وشارك في الألعاب الأولمبية بالألوان المغربية".
وبعد لقاء محمد الجامعي الأول بعبد الجواد بلحاج رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، تم تعيينه مدربا وطنيا لمغاربة الخارج من 2003-2004 وإلى غاية 2008.
أبطال ناشئون وكتاب عن سيرته الذاتية
علاقاته بالمغرب لم تنقطع قط. لعدة سنوات، قاد هذا الفرنسي المغربي، إلى جانب آخرين، مبادرات في عدة مدن في المملكة. وقال "في سنة 2019 قمت بمبادرة مع مدينة روشفورت والتي أنشأت إقامة تعليمية وإنسانية في مدينة طنجة. جلبنا منافسات ومعدات ملاكمة"، وأوضح أنه لا يزال "على اتصال بأزرو وصفرو وفاس وهناك أشياء أخرى سيتم القيام بها بمجرد انتهاء الوباء".
وحرص محمد الجامعي على أن ينقل حب الملاكمة لأطفاله، وقال "هناك ابنتي أمبرين وابني وائل بطل فرنسا 4 مرات، والذي يمارس الملاكمة منذ سن الخامسة".
"تم تسجيله في أولمبياد باريس عام 2024. في الوقت الحالي، هو ضمن صفوف المنتخب الفرنسي، لكنه لم يختر بشكل نهائي قميص المنتخب الذي سيمثله، يمكنه اللعب للمغرب أو فرنسا".
وعبر الجامعي عن قناعته بأن "الرياضة مهمة للشباب، ووسيلة تعمل على بناء الثقة"، وإذا كانت الملاكمة قد سمحت له بأن يصبح على ما هو عليه الآن، فهو يريد أن تلهم مسيرته الأجيال الجديدة التي يلتقي بها. وقال "عشت حياة صعبة للغاية لكنني قابلت الكثير من الناس ومن خلال الملاكمة تمكنت من أن أصبح ما أنا عليه اليوم".