خصص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون معظم خطابه خلال اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي على مستوى رؤساء الدول والحكومات، الذي عقد يوم أمس عن طريق تقنية الفيديو، للحديث عن قضية الصحراء الغربية، والدفاع عن جبهة البوليساريو.
وقال "إفريقيا التي تغلبت على الاستعمار الاوروبي بصفة عامة بنضالها السياسي و كفاحها المسلح في بعض الاحيان والتي أسقطت النظام العنصري (الابارتيد) يتبقى لها اليوم أن تقضي على آخر بؤرة استعمارية في قارة افريقيا".
وتحدث الرئيس الجزائري أيضا عن "انهيار وقف اطلاق النار عقب انتهاك المملكة المغربية لاتفاق ساري المفعول منذ 1991 و التصعيد الخطير الذي يعرفه النزاع في الصحراء الغربية، ما هو الا نتاج عقود من سياسة العرقلة و التعطيل الممنهجة لخطط التسوية و الالتفاف على مسار المفاوضات و كذا المحاولات المتكررة لفرض الامر الواقع على اراضي دولة عضو مؤسس لمنظمة الاتحاد الافريقي".
بدوره، حاول زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في كلمته، التأكيد على دور الاتحاد الإفريقي في إيجاد حل للنزاع، وطالب المنظمة القارية "بتحمل مسؤولياتها"، وأضاف أن "القول بأنه لا ينبغي للاتحاد أن يضطلع بدور أساسي في ملف الصحراء الغربية، إلى جانب الأمم المتحدة، هو قول مناف للحقيقة التاريخية، ويتعارض مع مسؤولية الاتحاد الإفريقي في الدفاع عن مبادئه وأهدافه".
ووجد الرئيس الجزائري تبون نفسه معزولا في الدفاع عن جبهة البوليساريو، حيث كرس الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن، خطابه للحديث عن تأثير تغير المناخ على السلام والأمن في إفريقيا. فيما لم تشر الرئاسة الجنوب إفريقية إلى أي خطاب للرئيس سيريل رامافوزا، رغم أنه كان من بين رؤساء الدول الذين حضروا الاجتماع.
المغرب لم يشارك في الاجتماع
ورغم ضغوط الجزائر، أعاد مجلس السلم والأمن التأكيد على قيادة الأمم المتحدة لمساعي حل النزاع، وطالب في تغريدة على حسابه في تويتر "بوقف فوري لإطلاق النار في الصحراء الغربية"، وأضاف أنه طالب "الترويكا التابعة للاتحاد الأفريقي والمبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي بإعادة تنشيط الدعم للوساطة التي تقودها الأمم المتحدة"، وحث المجلس الأمين العام الأممي على تعيين مبعوث جديد خلفا للألماني هورست كوهلر.
#AUPSC called for immediate #ceasefire in the #WesternSahara, requested the #AU Troika and the AU Special Envoy to reinvigorate support to the #UN-led mediation and thus urged the UNSG @antonioguterres to expeditiously appoint a Special Envoy to #MINURSO to support #peace efforts pic.twitter.com/7ybNJWdSuH
— African Union Peace (@AU_PSD) March 9, 2021
وكان المغرب قد تجاهل الدعوة التي وجهها له الرئيس الكيني للمشاركة في الاجتماع، لأن المملكة ترفض منح أي دور للاتحاد الإفريقي في إيجاد تسوية لنزاع الصحراء.
وسبق لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن قال في ندوة صحفية يوم 7 فبراير الماضي على هامش الدورة العادية ال34 لقمة الاتحاد الإفريقي، "إن كل من يريد إقحام الاتحاد الإفريقي في هذا الملف سيجد دائما الدبلوماسية المغربية معبأة حتى لا يتم إقحام المنظمة في هذا الملف الذي تشرف عليه الأمم المتحدة".
وسبق للمغرب أن رفض استقبال المبعوث الأفريقي للصحراء الغربية، الرئيس الموزمبيقي السابق يواكيم شيسانو، المعين في هذا المنصب في عام 2014.
وبخصوص الترويكا الرئاسية، قال بوريطة آنذاك إن "الترويكات المقبلة ستكون أكثر توازنا لأنها ستتكون، اعتبارا من اليوم، من جمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال وجنوب إفريقيا لمدة عام واحد، بينما ستكون اعتبارا من 2022 مكونة من جمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال وجزر القمر"، وتدعم هذه الدول الثلاث مغربية الصحراء. ومنذ تشكيليها اجتمعت هذه الآلية مرة واحدة فقط في العاصمة الإثيوبية على هامش مؤتمر رؤساء دول الاتحاد الأفريقي في فبراير 2019.