ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم أمس الخميس أول خطاب له عن السياسة الخارجية كرئيس، وسلط الضوء على الملفات ذات الأولوية لدبلوماسية إدارته خلال السنوات الأربع المقبلة.
وتحدث بايدن عن "عودة" الدبلوماسية الأميركية بعد 4 سنوات من تراجع التزامات الولايات المتحدة الدولية في عهد دونالد ترامب، الذي قرر الانسحاب من عدد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، وأكد الرئيس الديمقراطي الحاجة إلى إعادة بناء التحالفات الأمريكية واستعادة الولايات المتحدة دورها "القيادي في العالم".
وبخصوص المنطقة العربية، لم يتطرق الرئيس الأمريكي في خطابه لملف البرنامج النووي الإيراني الذي يثير مخاوف دول الخليج، كما لم يتطرق للحرب في سوريا، لكن ملف اليمن كان حاضرا بشكل كبير في كلمته.
ودعا بايدن إلى "إنهاء" الحرب في اليمن، معلناً وضع حد لـ"الدعم" ولـ"مبيعات الأسلحة" الأمريكية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية. وأضاف "نعمل على تكثيف دبلوماسيتنا لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب تسببت في كارثة إنسانية واستراتيجية". وأشار إلى أن إدارته ستدعم مبادرة بقيادة الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار في اليمن واستئناف محادثات السلام.
من جهة أخرى أشار الرئيس الأمريكي إلى أن "السعودية تتعرض لهجمات من دول مجاورة، وسنواصل دعمها في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومواطنيها"، وقال إن بلاده ستساعد المملكة في التصدي لصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثيين.
تجاهل اتفاقيات التطبيع وقضية الصحراء
وغابت قضية الصحراء واتفاقيات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل عن خطاب جو بايدن، المعروف ببراغماتيته الكبيرة التي اكتسبها خلال سنواته الطويلة في مجلسي الشيوخ والبيت الأبيض، علما أن الملفين يشكلان أولوية كبيرة لحلفائه الإسرائيليين والمغاربة.
وبعدم حديثه عن الملفين، يؤكد بايدن، ما ذهب إليه مستشاره في الأمن القومي جيك سوليفان خلال مباحثاته الهاتفية مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات الشهر الماضي، حيث أكد التزام الرئيس الأمريكي الثابت بأمن إسرائيل وكذا البناء على نجاح اتفاقيات التطبيع مع دول المغرب والإمارات والبحرين والسودان.
بالمقابل يتجه بايدن إلى النأي بنفسه عن التصريحات السابقة لوزير خارجيته أنتوني بلينكين أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أثناء مناقشة تعيينه في 19 يناير، حيث قال آنذاك "هناك التزامات معينة تم التعهد بها في سياق تطبيع العلاقات مع إسرائيل من قبل هذه الدول، والتي أعتقد أننا يجب أن ننظر فيها بعناية ".
وكانت البوليساريو وحليفتها الجزائر تعولان على تطرق بايدن لملف الصحراء، خصوصا وأنهما كثفتا من تحركاتهما قبل وبعد تنصيب بايدن، من أجل دفعه إلى الإعلان عن التراجع عن قرار إدارة ترامب.