لازال الجدل مستمرا في الولايات المتحدة الأمريكية حول قرار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، حيث يقود كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، والسيناتور الجمهوري جيمس إينهوف، إضافة إلى أكاديميين مقربين من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، حملة لدفع بايدن للتراجع عن قرار ترامب.
وأمام هذه الحملات، يراهن المغرب على السياق الذي جاء فيه قرار ترامب، إذ جاء مقرونا بتطبيع المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وتجمع الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء الجمهورية أوالديمقراطية على دعم الدولة العبرية. كما أن مقترح الحكم الذاتي الذي اعتبره المرسوم الذي وقعه ترامب الحل الوحيد للنزاع، يحظى منذ الإعلان عنه بدعم من قبل كبريات العواصم في العالم، عكس خيار الانفصال الذي تدافع عنه جبهة البوليساريو.
وفي تصريح لموقع يابلادي، أكد مصدر مطلع على الملف أنه "حتى لو كانت مسألة الصحراء الغربية ليست ضمن أولويات الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي تواجهه ملفات أخرى أكثر إلحاحًا على المستوى الداخلي، لا يُستبعد أن يُطرح الموضوع خلال الأيام الأولى بعد تنصيبه، على سبيل المثال أثناء مرور أنطوني بلينكين أمام مجلس الشيوخ لبحث الموافقة على ترشيحه لرئاسة الدبلوماسية الأمريكية أو في إحاطاته الصحفية".
كما أنه في مواجهة هذه الضغوط المستمرة على إدارة ترامب، تملك المملكة عدة أوراق سياسية وأمنية وجيواستراتيجية. ومن شأن الشروع في تنزيل مقترح الحكم الذاتي على أرض الواقع، أن يجعل الأصوات المطالبة بالتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء أقل سماعا.
وقال الشيخ المامي أحمد بازيد الذي يرأس" جمعية السلام لحماية التراث البحري" في تصريح ليابلادي "شهد الملف تطورات سريعة في الأشهر الأخيرة. يجب أن تؤدي هذه الديناميكية إلى تفعيل المبادرة المغربية".
وتابع أن تنزيل مقترح الحكم الذاتي سيكون "في مصلحة الجميع بما في ذلك اخواننا في مخيمات تندوف، الذين دعتهم الحكومة والاحزاب السياسية مرارا إلى العودة الى المغرب. يمكن للحكم الذاتي أن يستجيب لمطالبهم ويمنحهم أسبابا للتفاؤل بينما يتراجع خيار الاستقلال ".
"تدخل القوات المسلحة الملكية في الكركرات يوم 13 نونبر جعل أطروحة البوليساريو ودعايتها في موضع شك"
ويواجه تنزيل المقترح المغربي عقبات داخلية أيضا، فمباشرة بعد تقديمه سنة 2007 دعت أحزاب سياسية، مثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية، إلى تنفيذه دون انتظار نتائج عملية المفاوضات التي تجرى تحت رعاية الأمم المتحدة، لكن تم تجاهل هذه الدعوات.
ومن شأن اعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء، ووصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أن يشكل حافزا لتنزيل المقترح على أرض الواقع بعد 13 سنة من الإعلان عنه.