قال وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم يوم أمس الخميس إن الجزائر تنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية "الحياد الذي تقتضيه التحديات الراهنة" من أجل احراز تقدم في قضايا السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن بوقادوم ركز بعد استقباله مساعد كاتب الدولة الأميركي المكلف بالشرق الأوسط ديفيد شنكر، على طبيعة الدور المنوط بالولايات المتحدة الامريكية من اجل احراز تقدم في قضايا السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وجاء حديث بوقادوم بحسب نفس البيان في "سياق تبادل وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك سيما الوضع السائد في الصحراء الغربية ومالي وليبيا وكذا منطقة الساحل والشرق الأوسط".
واعتبرت الوكالة الجزائرية الرسمية أن اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العاشر من دجنبر الماضي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، "يعارض لوائح منظمة الأمم المتحدة"، وتابعت أن هذا القرار "لاقى انتقادات واسعة على الصعيد الدولي بل و حتى بالولايات المتحدة الأمريكية و ضمن حزب الرئيس المغادر في حد ذاته".
وتابعت أن القرار الأمريكي "يضر بالدور الذي من المفترض أن تلعبه الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن الأممي حيث أنها تتولى مهمة صياغة اللوائح المتعلقة بالصحراء الغربية، ما يتطلب الحياد الفعلي".
وأضافت الوكالة الجزائرية أنه "على المستوى الدولي، الأنظار تتجه بالفعل إلى جو بايدن الذي يتمتع بكامل السلطات لإلغاء هذا القرار الذي يخالف ثلاثة عقود من السياسة الأمريكية في الصحراء الغربية" على حد وصفها.
من جانبه قال "سفير" البوليساريو في الجزائر عبد القادر طالب عمر، يوم أمس الخميس إن "اقتحام أنصار الرئيس الامريكي المهزوم ترامب للكونغرس، و الصور التي رأيناها سابقة في تاريخ الولايات المتحدة"، توضح للعالم من هم أصدقاء المغرب، على حد تعبيره.
وتابع "نحن نأمل خيرا في إدارة الرئيس الجديد، (جو بايدن) الذي نتمنى أن يُصلح ما أفسده الرئيس المنتهية ولايته".
ورد مساعد وزير الخارجية الأمريكية، لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينك، أثناء تواجده بالجزائر يوم أمس، على سؤال حول إمكانية إلغاء إدارة بايدن لقرار ترامب بالقول "ليس بإمكاني الحديث عن هذا القرار، لقد تم تعييني للعمل في منصب تحت إشراف الوزير بومبيو. لكل إدارة صلاحية وضع السياسة الخارجية وتحديد مبادراتها. ما يمكنني قوله هو أن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن المفاوضات السياسية قادرة، المفاوضات السياسية وحدها هي القادرة على حل القضايا بين المغرب وجبهة البوليساريو".
وأضاف أنه "بالنسبة للولايات المتحدة، وحدها المفاوضات السياسية بين المغرب والبوليساريو في إطار المخطط المغربي للحكم الذاتي كفيلة بأن تقود إلى تسوية" لقضية الصحراء.
وينتظر أن يشرف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ومساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر على افتتاح قنصلية مؤقتة للولايات المتحدة بمدينة الداخلة يوم الأحد المقبل.