استضافت العاصمة الموريتانية نواكشوط يوم 21 دجنبر الماضي، الدورة الثانية للجنة العسكرية المغربية الموريتانية المشتركة، وبعد ثلاثة أسابيع، تلقى رئيس الأركان العامة للجيوش الموريتانية، الفريق محمد بمب مكت، دعوة من نظيره الجزائري سعيد شنقريحة لزيارة الجزائر.
وبدأ المسؤول العسكري الموريتاني زيارته إلى الجزائر بجولة داخل وحدة صناعية عسكرية، تقع في تيارت، مخصصة لتصنيع مركبات متعددة الوظائف.
والتقى محمد بمب مكت يوم أمس بنظيره الجزائري، وبحسب بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، فقد شكل الاجتماع "فرصة للطرفين لاستعراض حالة التعاون العسكري بين البلدين، كما تبادلا التحاليل ووجهات النظر حول القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك".
وقال شنقريحة، في كلمة أمام الوفد العسكري الموريتاني "تكتسي زيارتكم الأولى هذه إلى الجزائر، أهمية خاصة لبلدينا الشقيقين، وستسمح دون شك بتطوير علاقاتنا، وتشكل فرصة سانحة لرفع مستوى التعاون بين جيشينا في المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة على ضوء تطور الوضع الأمني السائد بالمنطقة".
إعادة إحياء مجموعة تمنراست
وانتهز قائد الجيش الجزائري الفرصة للحديث عن إحياء لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي يقع مقرها في تمنراست جنوبي الجزائر، (مجموعة دول الميدان : الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر)، والتي أنشئت سنة 2010.
وقال شنقريحة "في هذا الصدد، يبقى تعزيز التعاون العسكري بين مؤسستينا، أكثر من ضرورة، لمواجهة التحديات الأمنية المفروضة على منطقتنا، مع دراسة السبل والوسائل الكفيلة لتمكين جيشينا من تنفيذ مهامهما في هذا الوضع المحفوف بالمخاطر والتهديدات من جميع الجهات".
وأضاف "ومن هذا المنطلق، أرى أنه من المجدي الاستفادة بشكل أكبر من آليات التعاون الأمني المتاحة، لاسيما لجنة الأركان العملياتية المشتركة (CEMOC)، بحيث يتمحور التعاون حول تبادل المعلومات وتنسيق الأعمال على جانبي الحدود المشتركة للدول الأعضاء".
ومقابل التركيز على مجموعة تمنراست، تجاهل المسؤول العسكري الجزائري مجموعة الخمس بالساحل التي أسستها فرنسا في فبراير 2014، من أجل التنسيق ومتابعة التعاون، بين كل من موريتانيا وبوركينافاسو ومالي وتشاد والنيجر.
ويحاول جنرالات الجزائر الاستفادة من الوضع الأمني الصعب، الذي يتسم بتضاعف ارتكاب الجماعات الإرهابية لهجمات داخل الدول الأعضاء في مجموعة الخمس بالساحل، من أجل إيجاد موطئ قدم للجيش الحزائري بالمنطقة، خصوصا وأن الدستور الجزائري الجديد، الذي اعتمد في 1 يناير 2021، يسمح بنشر القوات خارج الحدود.
لكن المشروع العسكري الجزائري للعودة إلى منطقة الساحل، سيصطدم بصعوبات مالية، فخلال انشاء مجموعة تمنراست سنة 2010، كانت ميزانية الجزائر في وضع مريح بفعل ارتفاع أسعار النفط، خلاف الوضع الراهن.
كما أن رغبة الجزائريين في العودة إلى الساحل قد تصطدم بالاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الهادفة إلى بسط نفوذها في المنطقة، والتي تميزت بتعيين بيتر فام في مارس 2020 مبعوثًا خاصًا لمنطقة الساحل.
وفي شهر شتنبر الماضي، قام بيتر فام بجولة في موريتانيا والنيجر وفرنسا. وحضر الأسبوع الماضي حفل تنصيب رئيس بوركينا فاسو روش كابوري، ويتواجد اليوم في غانا لحضور حفل أداء الرئيس نانا أكوفو أدو اليمين الدستورية لولاية ثانية.