أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، نهار اليوم خلال جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب التي خصصت لعرض "حصيلة وآفاق الدبلوماسية المغربية بشأن قضية الصحراء المغربية"، أن الاعلان الرئاسي الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء يشكل محطة كبرى فاصلة في سلسلة الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب في قضية الصحراء.
وانتقد العثماني الجهات التي تقلل من أهمية هذا الاعتراف والادعاء بأنه لا يعدو أن يكون "إعلانا رمزيا أو إعلانا احتفاليا لن تتبعه أي إجراءات عملية أو ذات أثار قانونية"، وأوضح أن الإدارة الأمريكية شرعت التنزيل الفعلي لمقتضيات هذا القرار على أرض الواقع "من خلال تغيير الخرائط بمختلف إداراتها".
واعتبر رئيس الحكومة أن القرار الأمريكي "طوى سجل سنوات صعبة فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة مع قضية الصحراء المغربية، حيث أصبح المغرب الآن أمام موقف واضح للإدارة الأمريكية".
وتحدث عن وجود محاولات للتشويش على قرار إدارة ترامب "عبر الترويج لسهولة تراجع الإدارة الأمريكية عن هذا الاعتراف، ويتم ذلك عبر حملات إعلامية تضليليه مناوئة، في العالم والولايات المتحدة، وقد تأكد أن جزء كبير منها مدفوع الأجر بقناعة وبالوثائق".
وتابع أن "كل هذه الأساليب المغرضة والمضللة" لن تفلح لعدة اعتبارات، من بينها أن "هذا الإعلان وما تضمنه لم يأت من فراغ بل جاء تتويجا لتراكم تم على سنين لجهود الدبلوماسية المغربية في الساحة الأمريكية بالذات"، وأشار إلى أن التوجه العام لهذا القرار ورد في التقرير التفسيري المرافق لميزانية وزارة الخارجية الأمريكية لسنتي 2018 و2019.
وأوضح أن هذا الإعلان الرئاسي جاء "ليكسب هذا التوجه قوة تنفيذية ملزمة، مما يجعل التراجع عنه عبر قانون في الكونغرس الأمريكي أمر صعب جدا".
واعتبر أنه من "شأن الاعتراف الأمريكي، أن يدفع بدول أخرى للسير في نفس الاتجاه". وأكد أن المغرب سيواصل التزامه "بجهود الأمين العام الأمم المتحدة الهادفة لإطلاق العملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الأخير، مشيرا إلى أن أي عملية لن تنجح دون مشاركة الطرف الرئيسي الجزائر.
واستعرض العثماني إنجازات المغرب في تكريس مغربية الصحراء على أرض الواقع، مشيرا في هذا السياق إلى افتتاح 19 دولة لقنصليات عامة لها بكل من الداخلة والعيون، مضيفا أن هذه القنصليات تشكل تعبيرا رسميا على اعتراف هذه الدول بمغربية الصحراء، كما أشار إلى الاتفاقيات المبرمة مع المملكة المتحدة وروسيا، والتي تشمل الصحراء.
وتحدث في كلمته عن العملية العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة في الكركرات يوم 13 نونبر، وشدد على أن هذا التدخل يعد انتصارا جديدا عبر فيه المغرب عن تحمل مسؤولياته.
وأوضح أنه "لم يؤيد أي بلد في العالم أعمال زعزعة الاستقرار التي قامت بها البوليساريو، باستثناء الجزائر، حيث تجندت الأجهزة الإعلامية لنشر أخبار زائفة عن الوضع في الصحراء المغربية".
وأكد بالمقابل أن أزيد من 75 دولة من مختلف دول العام ثمنت العملية السلمية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، وثمنت أيضا إعادة فتح معبر الكركرات.
وأضاف أن البوليساريو واصلت استفزازاتها وأعلنت انسحابها من وقف إطلاق النار، في خطوة اعتبرها "انتحارية" بالإضافة إلى شن حملة دعائية كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدث العثماني عن سحب عدد من الدول اعترافها بـ"جمهورية" البوليساريو، وقال إن 164 دولة لا تعترف بالجمهورية الوهمية.