فككت الشرطة الاسبانية يوم السبت في فوينتي ألامو (مورسيا)، منظمة إجرامية كانت تستغل مهاحرين مغاربة موجودين في وضعية غير قانونية.
وقالت الشرطة في بيان نقلته وسائل إعلام إسبانية إن المنظمة التي تقدم نفسها بصفتها شركة نسيج يرأسها مغربي، أجبرت 21 مهاجرا على العمل لساعات طويلة في ظروف سيئة في مستودع للملابس المستعملة، موجهة للبيع في دول إفريقية وخاصة المغرب.
وقالت الشرطة الإسبانية إن المهاجرين أُجبروا على العمل لأيام طويلة في ظروف سيئة ولم يتقاضوا سوى 2 يورو في الساعة، مؤكدة أنه أثناء مداهمة المستودع، بدأ المدير بالصراخ على عماله للفرار والاختباء، فألقى أربعة منهم بأنفسهم على سياج خارجي بينما حبس آخرون أنفسهم في المستودع.
وأثارت هذه القضية غضب جمعية العمال المهاجرين المغاربة، التي أعربت في بيان صدر يوم الاثنين عن إدانتها لاستغلال هؤلاء المهاجرين المغاربة.
ورحبت المنظمة غير الحكومية "بتفكيك هذه المنظمة الإجرامية"، وشجبت استغلالها "ضعف وحالة" هؤلاء المهاجرين، من أجل "إخضاعهم لظروف عمل قاسية للغاية".
"هذا الوضع يؤكد أن الاستغلال في العمل والاقتصاد غير الرسمي موجود في منطقة مورسيا وأن هذه ليست حالة معزولة، بل تمثل ممارسة معتادة (...) في منطقة مورسيا ، بغض النظر عن أصل صاحب العمل أو جنسيته أو عرقه".
وحثت المنظمة غير الحكومية وزارة العمل على تقوية وتكثيف عمليات التفتيش، ودعت الحكومة المحلية إلى تعزيز تنفيذ وتقوية سياسة القضاء على الاقتصاد غير الرسمي.
وفي تصريح لموقع "إلسبانيول"، قال عزيز، وهو أحد المغاربة الذين كانت تستغلهم الشركة المذكورة، إن صاحب العمل وعده، قبل عامين، بـ "منحه عقد عمل" و "مساعدته على تسوية وضعيته القانونية في إسبانيا"، وتابع "في النهاية، اشتغلت لمدة عامين بدون عقد وما زلت بدون أوراق".
وأكد الشاب البالغ من العمر 23 سنة، أن مشغله المغربي "اعتاد على الذهاب إلى الحانات في فوينتي ألامو بحثًا عن مهاجرين غير شرعيين للعمل في تجارة الملابس المستعملة ".
وأوضح أنه "لم يكن أمامه من خيار سوى قبول ظروف العمل الصعبة التي فرضها عليه مواطنه المغربي، وقال "لقد فعلنا كل شيء: تفريغ الشاحنات، ونقل الملابس المستعملة، وفرزها حسب الحجم، وتعبئتها" ، وتأسف لعدم "كسب ما يكفي لإرسال الأموال" إلى عائلته في المغرب، حيث يجمع بعد عشر ساعات من العمل يوميا، ما بين 400 إلى 448 يورو شهريا في أحسن الأحوال.
وأكد شرطي محلي للموقع ذاته أن شركة المنسوجات العائلية المتورطة "يديرها رجل أعمال وولداه وهم مغاربة، يجمعون الملابس المستعملة (...) في مستودعات ضخمة ويرسلونها إلى المغرب". وأضاف "أنه منذ أكثر من سنة، لفتت حركة الأشخاص القادمين والمغادرين انتباه الشرطة".
ولم تنجح الزيارة الأولى للشرطة في كشف ما كان يقع داخل المستودع، حيث تم إخفاء المهاجرين، كما أن الشبكة استخدمت "سيارات مموهة لمراقبة المنطقة" والحماية من أي تدخل مفاجئ من قبل السلطات.
لكن خلال التدخل الثاني ألقي القبض على قائد الشبكة وولديه بعد تفتيش للمبنى، وتم وضعهم تحت تصرف محكمة كارتاخينا للتحقيق معهم.