اختلفت مواقف أحزاب اليسار في المغرب من قرار المغرب تطبيع علاقاته مع إسرائيل، وعبرت فيديرالية اليسار عن استغرابها منه، ووصفه حزب النهج بـ"الخطوة الخيانية"، بينما ذكر حزبي التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي بموقف المغرب الثابت من القضية الفلسطينية.
الفيدرالية والنهج: التطبيع خيانة
وقالت فيدرالية اليسار الديمقراطي في بيان تحت عنوان "الوفاء والتضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني المكافح"، إنها تلقت "باستغراب شديد خبر إعلان لرئيس الأمريكي المنتهية ولايته عن شروع الدولة المغربية في تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني مقابل اعترافه بمغربية الصحراء".
وأكدت الفيديرالية أنها "تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها"، وأنها "ترفض هذا القرار الجائر، والذي تجاوز إرادة الشعب المغربي، الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته وعبّر دوما عن رفضه القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المستعمر".
وقالت الفيديرالية إنها "ترفض أية مقايضة ما بين القضية الفلسطينية وقضية الصحراء"، مؤكدة أن "المغرب حرره أبناؤه وهم الذين سيمضون في استكمال وحدته وضمان رقيه وأمنه وسلامه"، داعية "كل القوى المناضلة بالمغرب والشعب المغربي قاطبة للتعبير عن رفضها وإدانتها لكل أشكال التطبيع المخزي، والذي يزج بالبلاد في مستنقع خيانة القضية المركزية للشعوب المغاربية والعربية".
بدوره قال حزب النهج الديمقراطي إن النظام المغربي أقدم "على الإعلان الرسمي على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، بعد سنوات طويلة من العلاقات السرية والعلنية مع هذا الكيان الاستعماري والعنصري والمجرم".
ووصف هذه "الخطوة الخيانية" بأنها "طعنة غادرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة المتمثلة في إقامة الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني يتعايش فيها الجميع بمختلف الهويات والأديان".
وأضاف أن "هذا الإعلان المخزي استخفاف واستهتار بموقف الشعب المغربي وقواه الحية والديمقراطية الداعم للقضية الفلسطينية".
ومن جانبه دعا حزب النهج "كل القوى الحية وكافة المواطنات والمواطنين الأحرار إلى رفضه والنضال الوحدوي من اجل إسقاطه"، مستنكرا "بعض الأبواق المتصهينة التي تحاول جر الحركة الامازيغية الديمقراطية والتحررية إلى مستنقع التطبيع".
التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي: نشيد بجهود الملك وموقف المغرب ثابت من القضية الفلسطينية
وتجنب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في بلاغ أصدره عقب اجتماع مكتبه السياسي، الحديث عن تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل وقال إنه "يسجل باعتزاز وإكبار تشديد جلالة الملك على وحدة السلام واستكمال الحرية، في القضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي، وعلى رأسها قضية فلسطين وعاصمتها القدس، وهو الموقف الذي يكشف يوما وأبدا الربط الدائم بين القضيتين، في المشاعر والأحاسيس والمواقف الوطنية للمغرب".
واعتبر الحزب أن "جدلية الربط بين السلام والأرض في عالم اليوم، تستوجب الانتصار لحق الشعوب في استكمال حريتها وتوطينها، وتكريس سيادتها واستقلال قرارها ووحدتها الوطنية، باعتبارها شروط بناء عالم جديد يسوده السلام والوئام ".
فيما أشاد حزب التقدم والاشتراكية "عالياً بمضمون الاتصال الهاتفي الثاني الذي أجراه صاحبُ الجلالة الملك محمد السادس مع السيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية".
وجاء في بلاغ للمكتب السياسي للحزب أنه تناول "الخطوات المُعلن عنها من قِبَلِ المغرب إزاء إسرائيل، بالنظر إلى الروابط الخاصة والمتميزة التي تجمع أفراد الجالية اليهودية من أصل مغربي، ومنهم مئات الآلاف من اليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل، بوطنهم الأصلي".
وسجل الحزب "إيجاباً ما أعرب عنه صاحبُ الجلالة من عزم المغرب توظيفَ كل هذه التدابير السيادية لبلادنا في دعم سلام عادل بالمنطقة، من دون أي تفريطٍ في الالتزام الدائم للمغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة".
وأعلن الحزب عن شجبه "كل السياسات العدوانية والعنصرية التي تنهجها إسرائيل منذ عقود إزاء الشعب الفلسطيني المُكافح". مؤكدا أن الخطوات الانفتاحية إزاء إسرائيل تفرض على هذه الأخيرة إيقاف سياسات التنكيل والقمع والتقتيل إزاء الشعب الفلسطيني المقاوِم، والعدول عن تعنتها وجبروتها وغطرستها وانتهاكاتها المُدانة، وإنهاء احتلالها للجولان، والتخلي عن سياسات الاستيطان والضم".