يصف المستشار والمدرب الفرنسي المغربي خالد بوقسيب نفسه بأنه "مغربي وفرنسي في نفس الوقت". ولد سنة 1980 في مونت سانت آينان، وهي بلدة تقع في منطقة السين البحرية بنورماندي بفرنسا، وتعود أصوله إلى عائلة أمازيغية من دمنات.
وقال خلال حديثه مع موقع يابلادي "عمل والدي في شركة Bouygues Construction، وهو ما جعلني أهتم بعالم البناء، لذلك، بعد حصولي على شهادة البكالوريا شعبة الآداب، قررت تغيير مساري نحو العمل في اقتصاديات البناء"، وشغل منصب مسؤول في إحدى الشركات مكلفا بإدارة المشاريع الصناعية والعقارية.
وبعد هذه التجربة، أسس خالد بوكسيب شركة للتدريب والاستشارات. وقال "بما أنني أحببت تعيين موظفين وتدريبهم، بحكم أنني كنت أشرف على حوالي خمسين شخصًا، بدأت العمل مع مستشارين واستشاريين كمقاول باطن، مع القيام بدورات تدريبية في الإدارة والاستراتيجية" وبعد ذلك انتقلت الشركة إلى "أشياء أكثر تخصصا، مثل التنمية الدولية".
من التدريب والمشورة إلى السياسة وعالم الدبلوماسية
مع نجاح اعماله وتوسيع شبكته، تمكن خالد من دخول عالم الدبلوماسية والسياسة. وفي سنة 2007، شارك في حملة في بلدية لوهافر، حيث التقى خلالها إدوارد فيليب، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لوزراء فرنسا، وبالضبط في عام 2017.
وفي سنة 2019، وجد هذا المهاجر المغربي نفسه في وضع لم يكن يتخيله، بعدما نشبت مشاجرة بينه وبين رجل شرطة فرنسي ببزي مدني، وقال "كان حدثا حزينا". وتابع "من خلال تجربتي في العمل، كنت دائمًا قادرًا على تغيير الأمور" وكان لذلك الحدث بالذات تأثيرا أكثر من غيره "لم أكن أعتقد أنني سأضطر لشرح أن لي مكانة في المجتمع".
وانتقل من عالم السياسية في فرنسا، إلى تجربة الاقتراب من رجال السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ في التعاون مع شباب الحزب الديمقراطي، وقال "كان من بين أصدقائي أول مدير لحملة باراك أوباما. وفي الثانية، كان صديقي رئيسًا للجنة دعم الرئيس الأمريكي"
ودعي هذا المهاجر المغربي، إلى البيت الأبيض في عام 2015 لحضور ندوة مع بعض أعضاء إدارة رئيس الولايات المتحدة، وشباب من مختلف الدول.
وقادته مشاركته في مؤتمر دولي بطنجة والعمل على تطوير شركته على الصعيد الدولي، إلى الاهتمام بعالم السياسة في وطنه الأصلي المغرب.
بفضل تقديم الاستشارات للشركات في فرنسا، أصبح الزبناء أقرب وصارت العلاقات معهم أوثق. لذلك بدأت في الاشراف على ندوات في المغرب لتشجيع الاستثمارات والمساهمة بطريقتي الخاصة في الدبلوماسية المغربية. الشركات المغربية تطلب مني الآن المساعدة من أجل إيجاد موطئ قدم لها في الخارج".
مغاربة العالم والعمل الدبلوماسي
وألف خالد كتابا مع توني جاز، تحت عنوان "كيف نبني شبكة من الصفر" سنة 2019، وقال لموقع يابلادي "في كثير من الأحيان، خلال الاجتماعات المهنية، تظل لحظة التعريف بالنفس خاصة. كنت أميل إلى شرح خلفيتي في كل مرة. ذات يوم، عندما غادرت البيت الأبيض، تساءلت مع شريكي في تأليف الكتاب، عن إمكانية تدوين مسارنا" لتنطلق بعد ذلك تجربته في عالم الكتابة.
ويحتوي هذا الكتاب على منهج، يدرسه خالد بوقسيب حاليًا في الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية، وقال "أقوم بتدريب دبلوماسيي المستقبل حول شبكات الضغط، وطريقة تكوين شبكة".
ويرى أن لشبكات الضغط مكانه سواء على مستوى الدول أو الشركات، وقال "يمكننا أن نرى ذلك من خلال ما حدث هذا الأسبوع، بالاعتراف المنطقي والطبيعي للولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء وتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل"، وتابع "كل مواطن يجب أن يكون بطريقة أو بأخرى دبلوماسياً لبلاده ". وتذكر كيف أنه ساهم بنفسه، بين عامي 2012 و 2017 ، في التقارب بين مدينتي طنجة ولهافر.
وقال "هناك حاجة لإتقان العمل الدبلوماسي" مشددا على أن "الموضوع الحساس الذي يجب التطرق إليه هو كيفية استخدام الجالية المغربية بشكل أفضل".
"لدينا جالية منظمة بشكل جيد للغاية، فخورة وداعمة لبلدها، لكن لايستعان بها بشكل جيد. اليوم، لدينا دبلوماسية مهنية جدا في المغرب، ولكني أجد أنه من المؤسف أننا لا نعتمد أكثر على المغاربة المقيمين بالخارج الذين لديهم ارتباطات ببلدان أخرى من العالم".
وأضاف "هناك جزء من الديناميكية الدبلوماسية مهمل" ومع "الجالية يمكننا إعطاءه قيمته بشكل أفضل"