رغم أن الأمر لا يتعدى أن يكون مجرد مناوشات محدودة على طول الجدار الرملي المغربي منذ قرار الجيش المغربي الدخول إلى المنطقة العازلة بالكركرات وطرد عناصر جبهة البوليساريو الذين كانوا يعرقلون حركة المرور التجارية والمدنية بين المغرب وموريتانيا، إلا أن الإعلام الجزائري وإعلام الجبهة الانفصالية لازال يروج لأخبار تتحدث عن وقوع معارك وحروب تخلف خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات المغربية.
فمباشرة بعد العملية العسكرية المغربية، نشرت هذه المنابر فيديوهات ونسبتها لميليشيات البولياسريو، رغم أنه ببحث بسيط يتضح أنها تعود إلى الحرب الدائرة في اليمن وسوريا وكشمير...، وانتقلت نفس المنابر الآن للترويج لأخبار زائفة عن استقدام المغرب مقاتلين أجانب من أجل مواجهة البوليساريو.
ونقل إعلام البوليساريو عن سيدي آوكال "الأمين العام لوزارة التوثيق والأمن" قوله، إن ضابطا إماراتيا قتل وأصيب آخر بجروح، إثر قصف نفذته الجبهة على قاعدة للجيش المغربي.
وأضاف أن المعلومات الأولية حول هذا الموضوع لا تزال شحيحة، وأن الضابطين الإماراتيين كانا في مهمة لمساعدة الجيش المغربي تتمثل في تقديم خبرات تكنولوجية.
غير أن وكالة المغرب العربي للأنباء سارعت لتكذيب "هذه الادعاءات التي أصبحت تدمن عليها بوليساريو" ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة".
فيما قالت صحيفة الشروق المعروفة بقربها من دوائر صنع القرار في الجزائر إن المغرب يقود مساع حثيثة "لتغيير قانون الجنسية المغربية، بما يسمح بتجنيس المهاجرين الأفارقة ونقلهم للقتال ضد الصحراويين".
ونسبت الشروق في مقالها لصحيفة "إل إسبانيول" قولها إن "هذه الخطوة غير إنسانية وغير مسؤولة تسعى من خلالها الحكومة المغربية إلى استغلال ظروف هؤلاء المهاجرين وابتزازهم بالتجنيس مقابل حمل السلاح ضد شعب إفريقي محتلة أرضه"، غير أنه من خلال بحثنا في موقع الصحيفة الاسبانية اتضح أن ما نسبته الشروق لها غير صحيح.
الخبر نفسه نقلته صحيفة "الخبر" الجزائرية وقالت إن المملكة ستسمح "للاجئين والمهاجرين والحراقة المقيمين بطريقة غير شرعية في المغرب من الأفارقة بالحصول على الجنسية المغربية. وإدماجهم في الجيش المغربي وإرسالهم للصحراء الغربية للمشاركة في الحرب".
ودأبت البوليساريو منذ 13 نونبر الجاري على نشر بلاغات يومية تحرص وسائل الإعلام الجزائرية على تناقلها، تتحدث فيها عن "انتصارات" لميليشياتها، وإلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بصفوف الجيش المغربي، على طول الجدار الأمني المغربي، بل وذهبت بعض المواقع المقربة منها إلى حد الحديث عن مهاجمة ممر الكركرات القريب من المحيط الأطلسي.
وأول أمس الثلاثاء كذب ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الأممي ما تصر وسائل الإعلام الجزائرية ووسائل إعلام البوليساريو على تناقله، ووصف ما يقع في الصحراء بمجرد "طلقات متفرقة" ، وقال "ما زالت بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية موجودة في جميع أنحاء الإقليم، بما في ذلك منطقة الكركرات. من الواضح أنهم مستمرون في مراقبة الوضع. كما نستمر في تلقي تقارير عن طلقات متفرقة، وذلك على طول الأجزاء الشمالية والشرقية من الجدار الرملي". وأضاف أن "هذه الحوادث تقع في الغالب في الليل".
وأكد أن بعثة المينورسو "تواصل الاتصال بجميع أصحاب المصلحة المعنيين، ولا تزال رسالتنا واضحة وهي أن الأطراف بحاجة إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لنزع فتيل التوترات، وإزالة جميع العقبات التي تحول دون استئناف العملية السياسية".