في الوقت الذي تمكن فيه، بعض المرضى من التغلب على فيروس كورونا المستجد بشكل تام، لازال البعض الآخر يعاني مع أعراض مستمرة، تسمى علميا بمتلازمة ما بعد كوفيد 19 أو "كوفيد 19 طويل الأمد".
وقالت خديجة التي أصيبت بكوفيد 19 في بداية شهر غشت، إنه "على الرغم من مرور ثلاثة أشهر على إصابتي بالعدوى، إلا أنني لم أتمكن من استعادة حاسة الشم كليا. علما أن حاسة الذوق تمكنت من استعادتها".
وأضافت المتعافية التي تنحدر من مدينة طنجة "خلال هذا الشهر بدأت شيئا فشيئا في شم بعض الروائح وعطور معينة، وخاصة القوية منها. والغريب في الأمر أن بعض روائح بعض الأطعمة، أصبحت بالنسبة لي، متشابهة تماما (مثل الثوم والبصل والجبن)".
وأضافت أنه إلى جانب ذلك، لازالت تشعر بالتعب الشديد "وبالرغبة في النوم معظم الوقت، أظل نائمة على الأقل 10 ساعات في اليوم، وهو أمر جديد بالنسبة لي". وبحسب ما أخبرها طبيبها "فإن الأمر قد يستغرق شهورا وربما سنة. ونصحني بممارسة بعض التمارين من خلال شم أشياء مختلفة للمساعدة في تحفيز حاسة الشم".
من جهتها تحكي مريم، التي تعرضت للإصابة بفيروس كورونا المستجد، خلال زيارتها لفرنسا أنه "عند إصابتي في البداية، عانيت من أعراض خفيفة، كصداع الرأس وفقدان حاستي الشم والذوق وأعراض أخرى يمكن تحملها".
وخضعت مريم للحجر الصحي، دون تناول أي أدوية. وقالت خلال حديثها مع موقع يابلادي، إنه على الرغم من استعادتها حاسة الذوق تدريجيا "ما زلت لا أستطيع شم أي شيء، منذ شهرين".
"عند تناول الطعام يمكنني التفريق بين الأطعمة المالحة والحلوة ولكن ما زلت لا أستطيع تحديد ما أتناوله بشكل كامل. وأنا أعمل على استعادة حاسة الشم. قيل لي أنه يجب شم رائحة العطور والروائح القوية للمساعدة في تحفيز الدماغ"
من جهتها، لاحظت مونية من مدينة الدار البيضاء، أنها لازالت تعاني من نفس الصداع الرهيب الذي رافق إصابتها بفيروس كورونا، قبل شهر ونصف. وقالت لموقع يابلادي "أثناء إصابتي عانيت أعراض معتدلة على عكس زوجي الذي تأكدت إصابته قبل أيام من إصابتي. أصبت بصداع رهيب وبعد أسبوع فقدت حاسة الشم إلى جانب اضطراب في النوم".
وأوضحت أنها خضعت للعلاج واتبعت البروتوكول الصحي، وبعد إجراء اختبار جديد للكشف عن الفيروس جاءت النتائج سلبية، إلا أنني "لا زلت أشعر بالصداع ولم أستعد بعد حاسة الذوق".
"لا زال زوجي يشعر بالتعب واستمرار السعال. ولا زال يعاني من مشاكل في الرئتين حتى بعد التأكد من شفائه، ويخضع حاليًا لتمارين لتحسين وظائف الرئة"
بدورها قالت سميرة التي قضت 14 يوما بمستشفى ابن باجة بتازة، تحت التنفس الاصطناعي، بسبب معاناتها من ضيق التنفس، إثر إصابتها بكورونا "خرجت من المستشفى منذ شهر تقريبا، لا زلت أجد صعوبة في التنفس خلال قيامي بأي مجهود بسيط، حتى عند التثاؤب أشعر بألم شديد على مستوى الرئتين".
وبالإضافة إلى ذلك، تعاني المتعافية البالغة من العمر 48 سنة، من إرهاق وتعب شديدين، وألم في المفاصل وأضافت "كما أعاني من استمرار السعال خصوصا ليلا، ولم تعد نبرة صوتي كما كانت" وزادت قائلة "وأحس بشراهة كبيرة، فرغم أني آكل باستمرار، إلا أن الشعور بالجوع لايفارقني".
ومن ضمن الأعراض المستمرة الأخرى، والأكثر حدة، قال علي، وهو شقيق أحد المتعافين من كورونا، المنحدر من مدينة الجديدة "تعرض أخي لفقدان سريع في الكتلة العضلية خلال إصابته بالفيروس في شتنبر" مشيرا إلى أن إصابته استمرت لمدة عشرة أيام وكان يعاني من الحمى، ونقل على إثرها إلى المستشفى حيث رقد في العناية المركزة.
وأكد علي أن شقيقه "فقد الكثير من الوزن خلال تلك الفترة. ويحاول حاليا استعادة وزنه من خلال التمارين والتغذية بشكل جيد" وأضاف أنه لا يزال يعاني من التعب "ويجد صعوبة في القيام بمجهود بسيط مثل المشي".