بعد ترقب طويل، اخْتِير الديمقراطي جوزيف بايدن الرئيس 46 للولايات المتحدة الأمريكية، ليتخلف الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دوناد ترامب. وبعودة الديمقراطيين إلى هرم السلطة في أقوى دولة في العالم، سيعود عدد من صناع القرار في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما إلى الواجهة من جديد.
ويتم الحديث عن عودة سوزان رايس، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة ومستشارة أوباما للأمن القومي، لشغل منصب وزيرة الخارجية مكان مايك بومبيو.
وفي تصريح لموقع يابلادي قلل مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته من تأثير عودة سوزان رايس على العلاقات بين البلدين، وقال إن "بايدن ليس لديه نفس الخلفية السياسية لأوباما". فقد كان الرئيس أوباما متأثرا بمواقف السيناتور الديمقراطي إدوارد كينيدي، الذي ترأس مركز روبرت كينيدي لحقوق الإنسان.
علما أنه في شتنبر 2008، منح المركز جائزته لحقوق الإنسان لأميناتو حيدر، بحضور عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي آنذاك، باراك أوباما.
ورغم أن إدوارد كينيدي توفي في 25 غشت 2009، إلا أن باراك أوباما الذي كان يصفه بـ"روح الحزب الديمقراطي" بقي وفيا لنهجه في ولايته الثانية، لكن الرئيس المنتخب حديثا بحسب مصدرنا يختلف في تدبيره للأمور عن أوباما.
وشهدت العلاقات المغربية الأمريكية في عهد أوباما ثلاث أزمات، كان المشترك بينها جميعا هو حضور سوزان رايس.
ففي أبريل من سنة 2013، وبعد أشهر قليلة من رحيل هيلاري كلينتون من وزارة الخارجية، أعطى خليفتها جون كيري، الضوء الأخضر للممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، لتقديم مشروع قرار إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي بخصوص الصحراء يوصي بتمديد ولاية بعثة المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان.
آنذاك، رفض المغرب مشروع القرار، وقاد الملك محمد السادس حملة دبلوماسية، وأرسل وفدا للقيام بجولة في عواصم العالم الرئيسية، ووجه رسالة إلى باراك أوباما حول الموضوع. واستجاب الرئيس الأمريكي للضغط المغربي ودعا الملك لزيارة واشنطن.
ورغم ذلك لم تطو صفحة الخلافات، ففي شتنبر من سنة 2013 نشر جون كيري تقريرًا عن أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ووصفت الحكومة المغربية التقرير بأنه "متحيز واختزالي وغير متوازن".
وفي ماي من سنة 2013 استدعى الوزير المنتدب لدى الخارجية ناصر بوريطة، و مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري السفير الأمريكي بالرباط، بعد نشر الخارجية تقريرا آخر عن حالة حقوق الإنسان في المغرب.
وبعد رحيل أوباما عادت العلاقات بين الرباط وواشنطن إلى مسارها الطبيعي. وعزز المغرب علاقاته مع البنتاغون بشكل كبير في السنوات الأخيرة. حيث أبرمت المملكة عقود تسلح بمليارات الدولارات (أكثر من 10 مليارات دولار في 2019 وحده) إضافة إلى ابرام اتفاق عسكري جديدة لمدة عشر سنوات مع الولايات المتحدة.
ويمكن للمغرب مستقبلا، الاعتماد على خدمات شركة الضغط Glover Park Group، التي تدافع عن مصالح المملكة في الولايات المتحدة منذ سنة 2018.
وأنشئت GPG في عام 2001 من قبل مستشارين سابقين لبرلمانيين في الحزب الديمقراطي، أحدهما مايكل فيلدمان الذي عمل مستشارا للمرشح الديمقراطي آل جور، نائب الرئيس السابق بيل كلينتون، في الانتخابات الرئاسية عام 2000.