لم يبد حزب العدالة والتنمية اهتمامه بافتتاح القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العيون، الأربعاء 4 نونبر، وغابت تصريحات أعضائه حول الحدث، كما أن موقعه الإلكتروني الرسمي تجاهل الموضوع.
وفي نفس اليوم نشر الموقع الإلكتروني للحزب قصاصتين لوكالة المغرب العربي للأنباء حول الصحراء. تتحدث الأولى عن دعم جيبوتي لخطة الحكم الذاتي المغربية خلال مناقشات اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، فيما تتعلق الثانية بدعم رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب البرازيلي، إدواردو بولسونارو، لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لتسوية النزاع الإقليمي.
وكان الموقع التابع للحزب قد غطى في السابق افتتاح قنصليات عدد من الدول الأفريقية في العيون والداخلة. ففي 27 أكتوبر نشر الموقع خبرا عن افتتاح قنصليتي زامبيا ومملكة إيسواتيني في الداخلة. ولم يفوت أي إعلان عن افتتاح لقنصلية في الصحراء منذ افتتاح ساحل العاج قنصلية فخرية في يونيو 2019 دون التطرق له والإشادة به.
كما سار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، على نفس النهج، والتزم الصمت، ولم يعلق عل الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى عكس لزومه الصمت الآن، نشر في 28 فبراير تدوينة قال فيها "افتتحت لحد اليوم ثماني قنصليات لدول إفريقية في الصحراء_المغربية بمدينتي العيون والداخلة، وتلك الدول هي: جزر القمر - الغابون - غينيا - غامبيا - ساحل العاج - جمهورية أفريقيا الوسطى - ساو تومي وبرينسيبي - بروندي - وهناك قنصليات دول أخرى ستفتح مستقبلا إن شاء الله".
وتابع في حينه "يهدف فتح القنصليات إلى تقريب الإدارة والخدمات القنصلية من المواطنين الأفارقة الموجودين بالأقاليم الجنوبية، خاصة وأن المدن الصحراوية، العيون والداخلة أساسا، تشكل نقاطا جاذبة للمهاجرين الأفارقة، وقد تتحول الصحراء لمغربية إلى محور للعلاقات المغربية الإفريقية".
ومقابل صمت موقع حزب العدالة والتنمية وأمينه العام، اختار النائب البرلماني عن الحزب إبراهيم الضعيف التحذير "من دخول الإمارات إلى العيون" وكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "الإمارات تدخل العيون: الله يخرج العاقبة على خير… رسميا اليوم، تم افتتاح قنصلية عامة للإمارات العربية المتحدة في مدينة العيون".
ثم قام بعد ذلك بتعديل تدوينته، بتدوينة أخرى ترحب بقرار دولة الإمارات العربية المتحدة، وتدعو الدول العربية الأخرى لأن تحذو حذوها.
يذكر أن العلاقات بين دولة الإمارات وتنظيمات الإسلام السياسي في العالم العربي بما فيها العدالة والتنمية يشوبها الكثير من التوتر، ففي شهر أبريل اتهم الحزب المغربي أبو ظبي بالقيام بحملة لانتقاد تدبير سعد الدين العثماني لجائحة كورونا
ويخشى الحزب من أن يتم تهميشه في ظل استمرار التحسن الملحوظ في العلاقات بين الرباط وأبوظبي، بعد أشهر طويلة من التوتر.