وجه المبعد الصحراوي من مخيمات تندوف إلى موريتانيا، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، رسالة إلى رئيس جماعة العيون حمدي ولد الرشيد، من أجل تولي زمام الأمور وإطلاق مبادرة صلح بين الصحراويين و "جمع ما تبقى من شملهم".
وقال المسؤول السابق في أجهزة أمن البوليساريو إن قيادة الجبهة تصر و"بعقلية "معزة و لو طارت" على استمرار المأساة الصحراوية لا لشيء الا لأن الجزائر ترفض أي حل لا يضمن مصالحها اولا، و لأن مصالح قيادة الجبهة مصانة ما دامت تنفذ اجندة الجزائر".
وتابع "لذلك اصبح من الضروري ان يكشف عقلاء و حكماء الصحراويين عن رؤوسهم، و يعلنوا عن مبادرة مستقلة يلتف حولها الصحراويين، و يدخلوا في مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية، كما حصل و يحصل في العديد من البلدان".
وخاطب في رسالته المفتوحة حمدي ولد الرشيد، قائلا "نناشدك الله والرحم أطلق مبادرة صلح بين الصحراويين و اجمع ما تبقى من شملهم المشتت فنحن اليوم احوج ما نكون لوحدة حقيقية".
وتابع "لسنا في حاجة لبوليساريو بحلة جديدة و لا انتفاضة 1988 جديدة و لا مخيم اكديم ازيك جديد، فكلها اوجاع نتذكرها كلما حل شهر اكتوبر الذي اندلع فيه نزاع الصحراء و بات رمزا لفرقتنا و تشتتنا".
وأكد أن "أبناء عمومتكم و اهلكم من الساحل و الشرق و الشمال و الجنوب بحاجة اليوم لقادة من طينتكم يلملمون ما تبقي من شملهم".
وطلب منه "التفضل بدعوة" من "تبقي من اعياننا و رموزنا الى صياغة مبادرة تحفظ ماء الوجه لمن ضلت بهم السبل منا، و ترفع الغبن عمن يتملق منا هنا او هناك خوفا او طمعا".
عودة إلى حزب الاتحاد الوطني الصحراوي؟
ولم يكن اختيار مصطفى سلمى، لولد الرشيد بمحض الصدفة، فهو من أعيان الصحراء، ومسوؤل منتخب عن حزب تاريخي هو حزب الاستقلال الذي يملك شعبية كبيرة في مدينة العيون وباقي مدن الصحراء.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال مصطفى سلمى، أن ولد الرشيد يملك الشرعية لتنفيذ هذه المبادرة. وأضاف أن "المغرب حاليا بحاجة إلى شريك للسلام وجبهة البوليساريو لا تستطيع القيام بهذا الدور". وأوضح أن "السياق الحالي في الاقليم لا يزال مفتوحًا ويشبه ما كان سائدًا في بداية الصراع" خلال السبعينيات.
وتأتي هذه الرسالة في وقت تشهد في الصحراء عودة قوية للعمل السياسي من قبل بعض الصحراويين، فقبل أشهر تم الإعلان عن تأسيس "حركة صحراويين من أجل السلام" والتي تضم بعض قادة البوليساريو السابقين إضافة إلى مجموعة من الصحراويين.
ويطمح صحراويون آخرون إلى إحياء مشروع حزب الاتحاد الوطني الصحراوي، الذي تأسس عام 1974 تحت الاحتلال الإسباني من قبل خليهن ولد الرشيد (الرئيس الحالي للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية)، شقيق حمدي ولد الرشيد الذي أشاد به مصطفى سلمى في رسالته.
وعلى عكس جبهة البوليساريو لم يطالب حزب الاتحاد الوطني الصحراوي إبان وجوده باستقلال الصحراء.
وبعد المسيرة الخضراء في 6 نوفمبر 1975، اختفى هذا التنظيم من المشهد السياسي لكنه تمكن من الحفاظ على وجوده في الإقليم. حيث عين الملك الحسن الثاني قادته في مناصب رفيعة.