حتى وأنا أرى دموع لطيفة أحرار وادريس الروخ وبنعيسى الجراري ومحمد خويي… لا أصدق ؛ فالممثلون المدهشون كائنات هشَّة ، يبكون بسبب و بدونالمزيد... � على أمواج راديو الصباح لرجفة صوت محمد الشوبي الحزينة وهو ينعيك ، لا أصدِّق !..
لا أصدِّق !
حتى وأنا أشاهد صورك في نشرة المساء ملفوفا في كفن، ويدثرونك بالتراب، لا أصدِّق ! ..
حتى وأنا أصغي على أمواج راديو الصباح لرجفة صوت محمد الشوبي الحزينة وهو ينعيك ، لا أصدِّق !..
نستلذ قراءة الصحف المجانية على رصيف المقهى، نرتشف كل السطور والصفحات بنهمٍ مع قهوة مُرَّة، وحين نمر بكشك الجرائد لا نشتري شيئا، نرتوي فقط،المزيد... �ي الاتجاه الممنوع برشوة، ونبتاع فيلما مقرصنا من بائع جائل؛ لكننا نمتنع عن دفع ثمن تذكرة مسرح، أو السخاء بثلاثة دراهم في سبيل قراءة جريدة..
ما نستحقه مجانا، نشتريه بلا تفاوض، وما يستحق منا ثمنا، «نختلسه» بالمجان.. هكذا نحن، قد نشتري المرور في الاتجاه الممنوع برشوة، ونبتاع فيلما مقرصنا من بائع جائل؛ لكننا نمتنع عن دفع ثمن تذكرة مسرح، أو السخاء بثلاثة دراهم في سبيل قراءة جريدة..
وأكثر ما يمنحنا في حضنه بعضَ الإحساس بالأمان، هو الوجود المشرق والممانع للجمعيات الحقوقية رغم كل الضرب..
تصوروا الوطن بدون وجود الجمعيةالمزيد... �ى وتر التضليل، والضَّرب من الخلف بأقلام الزيف..
لم أغضب لأنك أسأت إلى صورة وطني بتحليلك السطحي لواقعه السياسي والاقتصادي، أنا فقط، مصدومة من جهلك المعرفي وأسلوبك غير المهني في إعداد وتنشيطالمزيد... بالشفقة على ما بلغه بعض الإعلام المصري من سقوط..
تحية وبعد،لم أشعر بالغضب من هذيانك التلفزيوني وأنت توزعين التهم الجاهزة على الأوطان والشعوب، شعرت فقط، بالشفقة على ما بلغه بعض الإعلام المصري من سقوط..
حين نحتاج تصريحا مسبقا من سعادة الوالي لنُجادل في الحرية، وحين تستنفر ندوةٌ فكرية شرطةَ مكافحة الشغب، وتُنصب الحواجز الأمنية في الشارع لمنعالمزيد... بلا روح، ويصبح الصمت لغتنا الوطنية الأولى؛
يتملكني شعور كثيف بالخوف..
حين يضيق الوطن فيصير بحجم زنزانة، وتتوسع الخطوط الحمراء لتصير حقلا من الألغام، ويتخشب الكلام إلى أن يصير بلا روح، ويصبح الصمت لغتنا الوطنية الأولى؛ يتملكني شعور كثيف بالخوف..
ما الجدوى من صور النجوم المرتبة واللامعة وهم يبتسمون بتكلف وينظرون إلينا من برج عال؟؛ صورُ البؤساء تبدو أحلى بواقعيتها المتدفقة، كما أنهاالمزيد... �أنت تتصدق عليهم، وأنت تكاد تنحني وكأنك توشك أن تفترش معهم الأرض..
التقاطُ صورٍ رفقة المشاهير صار موضة قديمة، الرائج اليوم هو أن تحظى بصورة وأنت تُعانق البؤساء والمهمشين، وأنت تتصدق عليهم، وأنت تكاد تنحني وكأنك توشك أن تفترش معهم الأرض..
لأول مرة أجد رئيس الحكومة بليغا حين شبّهنا بالثريات، فرغم زلاته اللسانية المعتمة، كان هذه المرة دقيقا في وصف الضوء، كان واقعيا، ومنسجما معالمزيد... وء لا يزال منطفئا، والرجال في العتمة ممددون على الأرائك في انتظار الضوء..
حين تخرج النساء للعمل، ينطفئ الضوء، خصوصا ضوء المطبخ.. وحين تعود الثريات متأخرات بعد يوم عمل شاق، يجدن الضوء لا يزال منطفئا، والرجال في العتمة ممددون على الأرائك في انتظار الضوء..
ارتعشت أناملها الرشيقة والمرتبة وسبقتها إلى مفاتيح الحروف في الهاتف المحمول، كتبت له بخفة متمرسة على كتابة الرسائل القصيرة: «نلتقي بعدالمزيد... فنجان قهوة؟، أرغب في طلب يدك للزواج على سنة الله ورسوله»..
على شاشة هاتفها الأنيق والوردي، كانت رسالتُه إليها مباشرة وواضحة: «صباح الخير آنستي، هل تقبلين دعوتي لفنجان قهوة؟، أرغب في طلب يدك للزواج على سنة الله ورسوله»..
فرح:
في عاصمة الغضب، كل شيء يوحي بالفرح.. الصورالمبتسمة في اللوحات الإشهارية، الأكف المنسجمة في الإيقاع، النظرات الهاربة من الحقيقة، الأجسادالمزيد... مع الآخرين، صمت الآخرين، رقصهم، فرحهم السادي باعتقال الحاقدين
في بلاد الفرح، كل شيء يحرض هذا الأسبوع على الغضب، دموع أمهات المعتقلين في الفيديوهات، إدانة شباب تظاهروا مع الآخرين، صمت الآخرين، رقصهم، فرحهم السادي باعتقال الحاقدين
وفي حاجتنا إلى الفن كما في حاجتنا إلى الحب، علينا أن لا ننحاز بتعصب لقناعاتنا المشروعة؛ قبل أن نوقع على بياض، وبدون شروط ولا استثناءات على حق المزيد... حدودهما الممكنة والمستحيلة إلى حين أن نحسم أولا في إيماننا الملتبس بقيم الحرية ..
في الدول الديمقراطية، يتغير الرؤساء والمديرون كل أربع سنوات أو يزيدون قليلا إذا بلغوا التفوق والعبقرية، أما في وطني، فتتغير الفصول الأربعةالمزيد... رى أفقا آخر غيرهم.. لهذا نبذل جهدا كبيرا بالصمت أو بالدجل أو بالمدح كي يظلوا هناك خالدين مدى الدهر.
بحكم التعوُّد، نتخيل الحياة بدونهم مستحيلة، وبحكم التطبُّع على الانحناء في حضرتهم والنظر إلى الأرض، لا نرى أفقا آخر غيرهم.. لهذا نبذل جهدا كبيرا بالصمت أو بالدجل أو بالمدح كي يظلوا هناك خالدين مدى الدهر.
كلهم أصدقائي، وإن كنت لا أنتمي إلى فصائلهم المتطرفة، وأختلف معهم حول السبيل الأمثل للثورة، لا تثيرني أدبياتهم القديمة، ولا أحب أن أنظر إلىالمزيد... �م على الذين أعدمناهم قبل صدور الحكم، كلهم طيبون، اقتسمت معهم قهوة مُرَّة وصلاة وحلما وحبّاً صادقا للوطن..
لا أدري هل أرثي الذي رحل إلى الله ملفوفا بالبياض، أم أرثي الراحلين إلى المعتقل، هل أبكي على من مات شهيدا، أم على الذين أعدمناهم قبل صدور الحكم، كلهم طيبون، اقتسمت معهم قهوة مُرَّة وصلاة وحلما وحبّاً صادقا للوطن..
كان رجلا جذابا، لم تقدر أمي البهية على مقاومة سحر نظراته إليها كلما مرت من أمام ورشته وهي عائدة من معمل الخياطة، كان صدى تنهيدته الملتهبةالمزيد... �لاَّ هوَ، فقد كان مصراًّ على إنكار أبوته لي أمام الجميع.
كنتُ نسخةً طبق الأصل منه، أو أكاد أكون، خصوصا حين أضحك، كنت أشبهه جداًّ، الكل كان يقول ذلك منذ كنت طفلاً، إلاَّ هوَ، فقد كان مصراًّ على إنكار أبوته لي أمام الجميع.
ككذبة أبريل، يبدو أن شعار حرية التعبير والحق في التظاهر، لم يكن إلا مزحة دستورية ثقيلة الدم انتهت الحاجة إليها بعد مرور الربيع ..انتهى الفاصلالمزيد... �ء صورا ملونة عن المسيرة الحاشدة
وأطنب المحللون في ديباجة مديح يليق ببلد الحريات النقابية؛ وحدهم الحالمون من الشباب بوطن حر من ناموا تلك الليلة السادسة من شهر الكذب في زنازن باردة..
عاد الزعماء الخالدون سالمين إلى إقاماتهم الفاخرة، رجع العمال الفقراء متعبين إلى الأكواخ، بثت نشرات المساء صورا ملونة عن المسيرة الحاشدة وأطنب المحللون في ديباجة مديح يليق ببلد الحريات النقابية؛ وحدهم الحالمون من الشباب بوطن حر من ناموا تلك الليلة السادسة من شهر الكذب في زنازن باردة..
لكنها كانت تحفظ دعاءً واحدا وفضفاضا يناسب كل المقاسات والسحنات والقامات، كان دعاءً قصيرا وغيرَ مكلف، في مستوى هزالة القطع النقدية التي تضعهاالمزيد... ط، نظرت إلى عيني ذاك الصباح الغائم، كانت ستدرك بأنني كنت محتاجة إلى دعاء مختلف، كثيف ومركَّب، يليق بي وحدي.
المتسولة العجوز أمام باب محطة القطار، كانت تردد الدعاء نفسه بطريقة آلية على مسامع كل العابرين، لو أنها فقط، نظرت إلى عيني ذاك الصباح الغائم، كانت ستدرك بأنني كنت محتاجة إلى دعاء مختلف، كثيف ومركَّب، يليق بي وحدي.
في وطني من الأفضل أن يخلقك الله شيطانا أخرس، على أن تكون مواطنا نزقا لا ينضبط بالسكوت في حضرة الفساد المحترم.
ومن الأجدى لك أن تحترف الزغردة فيالمزيد... �م، ويطلب منَّا أن نخرس.
سُكوت أرجوكم: إنهم يتبادلون العلاوات في إطار القانون.. من قال إن القانون أعمى؟ القانون يبصر جيدا، هو فقط أصم، ويطلب منَّا أن نخرس.
الدكتاتور لا يفرض جبروته فقط، بالأجهزة القمعية وبأبواق الإعلام المسخر، بل يزرعها في شرايين الشعب بجرعات منومة من الفن الجميل أيضا، يلقِّحهاالمزيد... �يين وفيلقاً من المادحين وأهازيج وملاحم صاخبة؛ للتشويش على هتافات الغضب وضربات الجلادين وصراخ المعذبين في المعتقلات..
لو كان الأمر ممكنا، كانت ابتاعت تمرا وحليبا وباقة ورود أنيقة، وقصدت رفقة أهلها بيت فارس الأحلام المهذب والوسيم، وطلبت يده الكريمة للزواج علىالمزيد... �ظ «عانس»؟
لو كان للمرأة الحق في اختيار رفيق العمر كما شاءت، ومتى شاءت، أو العيش وحيدة إن شاءت، هل سيبقى في القاموس لفظ «عانس»؟