أن يمضي بطيئا أو كلحظة عشق، أن يأتي مشرقا أو بمطر خفيف، صاخبا أو بلا صدى؛ سيبقى فبراير شهرا مزعجا كغصة في الحلق، ومدهشا كصدفة جميلة، ومشاغِباالمزيد... � والمستحيل..
بيوم زائد أو أقل، بلافتة غضب أو بورد أحمر، بنقاب أو بفستان قصير، بثورة أو بدون؛ سيبقى فبراير حلمنا المشترك والمستحيل..
الحب فاكهة قد تُزهر نبتتُها في أيِّ فصل، لكنها تُرتشف دافئة في فصل الشتاء.. يمكنك أن تقطِّر منها الرُّوحَ وتحفظها بين ثنايا روحك كترياقالمزيد... يامك بدون حُمرة..
مثل فاكهة الرُمَّان الغامضة، للحب موسم قصير وعابر، إما أن تتلذذ بحبَّاته الطازجة في موعد القطف، أو تذبل أيامك بدون حُمرة..
ومع ذلك لا تغرَنَّك اللذة المحرمة..ترتشفها كقبلة دافئة وتذوب فعلا بين الشفتين كالشَّهد، لكنها قد تعرضك إلى اللّسْع المؤلم، وقد تخلف حساسيتهاالمزيد... رفقة ابتسامة وبطاقة تهنئة، أْمْ مْ مْ ...ما ألذها لما تضعها في الفم دون أن تحتاج إلى أن تضع يدك في الجيب..
ما ألذ الشكولاطة ! خصوصا إذا كانت من النوع الفاخر.. وتزداد لذة لما تصلك ملفوفة داخل علبة أنيقة حتى باب بيتك رفقة ابتسامة وبطاقة تهنئة، أْمْ مْ مْ ...ما ألذها لما تضعها في الفم دون أن تحتاج إلى أن تضع يدك في الجيب..
كنت أتوهم أن المطر مناضلٌ شريف يعلن تمرده بماء مكشوف رافعا غيمة غاضبة، فضبطته متسللا بين الشقوق كمخبر سري.. وكنت أحسبه منطقيا وحساباته دقيقةالمزيد... بأنه فوضوي يأتي بلا موعد مسبق، ليفاجئك عاريا ومتعثرا في طريق مكتظ بالوحل.. كنت أصدق قدومه من الخطوط المتقطعة والسريالية على خريطة النشرة الجوية، وصرت اليوم أتفقدُّ أخباره الموثوق بها في بلاغات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية..
كنت أظن أن المطر زائر مهذّب يخبرك بقدومه برسالة مع الريح ويمهلك أياما لتتدبَّر حطبا للتدفئة؛ فاكتشفت بأنه فوضوي يأتي بلا موعد مسبق، ليفاجئك عاريا ومتعثرا في طريق مكتظ بالوحل.. كنت أصدق قدومه من الخطوط المتقطعة والسريالية على خريطة النشرة الجوية، وصرت اليوم أتفقدُّ أخباره الموثوق بها في بلاغات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية..
سَجِّلْن ..
أنا ذكَرٌ، ونسائي ثلاث، ورابعتُهن سأدخل بها بعد الصيف إذا بلغت الحيض..
فهل تغضبن؟
لي عشرة أبناء لا أذكر أسماءهم، وخمس بنات زوجتهنالمزيد... من جغرافيا الجسد الأنثوي.. فهل تُنكرن؟
نحن مختلفون، نعرف ذلك، بل مختلفون جدا، وإن كنا نبدو متشابهين في لون العيون، أو نذهب معا للتصويت، أو نسكن تحت سماء وطن واحد..
نحن واعون بأنناالمزيد... ان، ومن يمشي على المرمر ليس كمن يفترش التراب، ومن يسرق كيس دقيق ليس كمن يسافر حُرّاً بأكياس العملة.
نعرفُ أن من يمتلك شقة في باريس ليس كمن يطل من شرفة الحلم، ومن يمتلك إقامة فخمة في كل مكان، ليس كمن ليس له مكان، ومن يمشي على المرمر ليس كمن يفترش التراب، ومن يسرق كيس دقيق ليس كمن يسافر حُرّاً بأكياس العملة.
أبتلعُ قُرصا مضادا للاكتئاب كي لا أبدو عدميةً، أُعيد تصفح المفكرة من جديد، أنثر كل الحروف أمامي وأقلب الأيام والوقائع وشخصيات السنة، فلا أجدالمزيد... � صاعدين، أو بقايا ورد، أو موعدا قريبا، فيصفعني البياض..
أحاول لمَّ شتات عام مضى من عمر وطني، أعيد ترتيب أرقام الأيام الهاربة، لعلِّي أُصادف ضوءا عابرا أو صورة لنا صاعدين، أو بقايا ورد، أو موعدا قريبا، فيصفعني البياض..
هل الكتابة قدرٌ مدهشٌ يأتي فجأةً كقصة حب طارئة، أم هي إرث من الماضي، أو هبة تُمنح كرخصة صيد في أعالي البحار؟
لم أكن أدري بأنَّ الكلامَ ممنوعالمزيد... ف خطّ رأي على ورق، أم يتطلب الأمر تعبئةً نضالية مضاعفة من رصيد سنوات الرصاص؟
هل يكفينا الحلم لنكتب، أم نحتاج إذناً مُسبقاً وصكَّ غفران من حُرَّاس المعبد؟ هل يكفي قلمُ حبرٍ طري لاقتراف خطّ رأي على ورق، أم يتطلب الأمر تعبئةً نضالية مضاعفة من رصيد سنوات الرصاص؟
وكأن الرجال خارقون بالسّليقة، وكاملون جدّا، ومرتبون للغاية، وليسوا في حاجة إلى رتوش إذاعية لتعديل ذهنيتهم الذكورية.. وكأنهم غير معنيين بتعلمالمزيد... صوات المتدخلين في برامج الراديو الصباحية؛ لإهداء النساء أحدث الخلطات السحرية ليصبحن كائنات خارقة..
بين عشّابٍ ودجّالٍ ومفسرٍ للأحلام، وبين طبّاخٍ وحلاّقٍ وخبيرٍ في أسرارالسعادة الزوجية، يزدحم الأثيرُ بأصوات المتدخلين في برامج الراديو الصباحية؛ لإهداء النساء أحدث الخلطات السحرية ليصبحن كائنات خارقة..
كانت ساحرةً ومدهشة ومندفعة كشابة في العشرين. لم تنجح التجاعيدُ التي رسمها الزمن على تقاسيم وجهها في محوِ سحرِ الابتسامة وإشراقةِالمزيد... وكأنها خرجت تواً من مشهدٍ ساخن من فيلم «غريزة أساسية»..
لما أشرقت النجمةُ السينمائية «شارون ستون» برقصتها الصاخبة على خشبة مهرجان مراكش الدولي للفيلم، بدت وكأنها خرجت تواً من مشهدٍ ساخن من فيلم «غريزة أساسية»..
وإن كنا لا نمتلك من جغرافيا الوطنِ الفسيح إلا بضعة أمتار معدودة لا تكفي لنمدد أجسادنا كما نشتهي؛ فلا ننكر بأننا مواطنون محظوظون، لأننا نمتلكالمزيد... م إلى الحلم.
لم نعرف يوما مقاسا واسعا وطويلا وفسيحا ومنطلقا؛ مثل الحبْلِ الذي ننشر عليه غسيلَنا، والذي يمتد من أول الزقاق في حيِّنا الصفيحي إلى ما لا نهاية، معانقا الريح والشمس والغبار؛ بحرية وبلا خوف من التلف.
كل المساحات المحيطة بنا، والمُنبطِحون عليها، والساكنة فينا، ضيقةٌ جدا.. من الخَاطِر إلى الجيبِ إلى فراشِ النوم إلى الحلم. لم نعرف يوما مقاسا واسعا وطويلا وفسيحا ومنطلقا؛ مثل الحبْلِ الذي ننشر عليه غسيلَنا، والذي يمتد من أول الزقاق في حيِّنا الصفيحي إلى ما لا نهاية، معانقا الريح والشمس والغبار؛ بحرية وبلا خوف من التلف.
مفهوم الوطن في البلدان الديمقراطية هو تعاقد على قيم الحرية والعدالة والتعايش والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، ومفهوم الوطن فيالمزيد... حا نشازا وشعارا بلا صدى ولازمةَ نصرٍ في خاتمة أغنية شعبية..تضيع تفاصيل الوطن في سطحية الدلالات، وضجر التكرار، فيصير فقط، نشرةَ أخبار طويلة ويومَ عطلةٍ إضافي لأيامنا المعطلة..
يعشقني لدرجة الإختناق، يستحوذ على إرادتي بدفء حنانه كي لا يراودني الحنين لدفء الشمس..يحفظني داخل مجمده العاطفي ومعبده الديني، كي لا أتعفنالمزيد... الشمس.. منذ خروجي الأخير في موكب زفافي الجنائزي، لم تداعب روحي نغمة موسيقية، ولم يتلذذ جسدي بدغدغة شعاع ظهيرة خريفية، ولم تراقص خصلات شعري ريح غربية..
في جحيم القُبل والتُهم الملتهبة، تحترق صورة الوطن في صحف العالم..لا أدري لماذا تقترن أغلب فضائحنا الدولية بصورة قبلة؟: قبلة على وجه حذاء أوالمزيد... �ات العامة بالمغرب» إلا صورة قبلة افتراضية بين طفلين، لتحرك دعوى قضائية ضد قاصرين أبرياء
الخبر الوحيد الموثوق به، هو اعتقال صحفي نقل خبرا، واستمرار العبث السياسي بعد إصابة الحكومة بكسرٍ مباغث في عمودها الفقري..وقد جربوا معها عدةالمزيد... لقة، واللغة خشبٌ، والبلاغات الباردة تخنق الأنفاس، ولا خبرَ إلا الضجر..