دراسة تتبع طرق هجرة اللقلق الأبيض غير المتوقعة بين أوروبا والمغرب‎‎

كشفت دراسة جديدة، قام بها علماء في إنجلترا، عن أنماط هجرة غير متوقعة للقلق الأبيض الذي كان يعيش في الأسر، في مزرعة متواجدة غرب ساسكس جنوب شرق إنجلترا، بعدما تم إطلاقه في الطبيعة في 2019.

وكشف علماء من جامعة إيست أنجليا، التي أشرفت على الدراسة، أن لقلقا أبيض أطلق عليه اسم "مارج"، تم تتبعه بواسطة جهاز تعقب عبر الأقمار الصناعية، انتقل إلى المغرب في شتائه الأول بعد رحلة صيفه في دونانا جنوب إسبانيا. ليكون بذلك قد سلك نفس المسار الذي سلكته في الماضي طيور اللقلق البيضاء البرية، التي لم تعش في الأسر مطلقًا.

وعلى عكس طيور اللقلق البيضاء الأخرى التي تمت تربيتها في الأسر، والتي بقيت في بريطانيا بعد إطلاق سراحها، غادر "مارج" المملكة المتحدة بشكل غير متوقع بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه، اتجه نحو الجنوب الغربي وعبر مضيق جبل طارق في اتجاه المغرب.

وقالت الدكتورة ألدينا فرانكو، وهي أستاذة في علم البيئة في جامعة إيست أنجليا، شاركت في الدراسة "كان بعض زملائي مقتنعين بأن طيور اللقلق البريطانية ستبقى في البلاد، بينما اعتقد آخرون أنها ستهاجر عبر طريق الهجرة الغربي، بينما اعتقدت أنا أنهم سيتبعون طريق أسلافهم في اتجاه الشرق (...) لقد اندهشنا لرؤية تنوع الاستراتيجيات التي تبنتها".

وأوضحت الدراسة تغير عادات الهجرة بين طيور اللقلق الأبيض. الشيء نفسه ينطبق على الطيور من نفس السلالة في المغرب. وبحسب عماد الشرقاوي، عالم طيور مغربي، فإن طيور اللقلق البيضاء في المغرب قد "تغيرت" عاداتها في الهجرة على مر السنين. وزاد قائلاً "لم تعد تهاجر وأصبحت عملياً مستقرة طوال العام".

وقال إن التجمعات الشمالية من هذه الأنواع، مثل مارج، تواصل الهجرة لقضاء الشتاء في المغرب. وأضاف أن اللقلق الأبيض يعيش في المملكة بفضل كثرة الزراعة حيث يصطاد القوارض.."، مما يساعد في التخلص من هذه الحيوانات الضارة.