رغم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أن وزير الصحة، خالد آيت الطالب، أكد خلال استضافته اليوم ببرنامج "Faites entrer l'invité" على راديو دوزيم، أن المغرب لازال في المرحلة الأولى من وباء كورونا.
وأوضح أن ارتفاع عدد الإصابات في المملكة، لم يكن مفاجئاً وكان متوقعا، خصوصا بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي وتزامنه مع عيد الأضحى والعطلة الصيفية. وأشار إلى أنه كان من المتوقع أيضا تسجيل ارتفاع في عدد الحالات الخطيرة والوفيات، نتيجة هذه الظروف، مع ذلك فإن "الوضع الصحي يبقى لحدود الساعة متحكما فيه".
وأكد وزير الصحة أنه "لا يمكن القول إننا فزنا بالمعركة"، مشيرا إلى أن الجائحة، تطرح اليوم عدة أسئلة، حول ما إذا كانت ستتفاقم خلال الانفلونزا الموسمية. وفي هذا السياق أوضح أنه سيتم تنظيم حملة كبيرة للتلقيح ضد الإنفلونزا في أكتوبر المقبل، سيستفيد منها الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالإضافة إلى المهنيين. وأضاف "سيكون اللقاح متاحًا على نطاق واسع وستقوم الوزارة أيضًا بتوفيره بالمجان للأشخاص المعوزين".
وحول الجدل القائم بخصوص استمرار المغرب في الاعتماد على الكلوروكين في البروتوكول العلاجي، رغم تخلي العديد من الدول عنه، قال إنه "أثبت فعاليته ضد الفيروس ويسمح بالتخلص المبكر من الفيروس".
وأضاف أن "بعض الدول، عادت لاستعماله مثل البرازيل وروسيا، ولدينا نحن بالمغرب نتائج جيدة في العلاج به، لذلك نستمر في استخدامه". وبحسبه فإن الكلوروكين يقلل من حمل المصاب للفيروس ابتداء من اليوم الخامس كما يجعله غير معدي.
وفيما يخص المختبرات البيولوجية التي يسمح لها بالكشف عن كوفيد 19 في المملكة، قال "في البداية كان لدينا 3 مختبرات تعمل على إجراء تحاليل الكشف ومتابعة تطور الفيروس والآن قمنا بتوسيع العدد إلى 30 مختبرا. لقد بدأنا اليوم في إجراء عدد كبير من الاختبارات".
وأكد أن متوسط عمر الحالات الخطيرة أو الوفيات يتراوح بين 60 و 79 عامًا، لكن رغم ذلك فإن "الشباب ليسوا محصنين، ولدينا حالات مصابة بأشكال حادة من المرض".
وبشأن قدرة المستشفيات والبنية التحتية المغربية على مواجهة هذه الأزمة، أقر بأن "مستشفى الدار البيضاء الميداني تأخر"، وقال "إنه الآن مجهز بوسائل الإنعاش إذا لزم الأمر".
وتابع آيت الطالب أن المغرب لديه "1833 سريرا مخصصا للإنعاش بما في ذلك 280 سريرا مملوء" حاليا، وأكد "لدينا معدل وفيات يبلغ 1.8٪، وهي نسبة منخفضة".
وردا على سؤال حول أجهزة التنفس الاصطناعي المغربية الصنع، قدر وزير الصحة أن استخدامها في مستشفيات المملكة "يتطلب وقتا، إضافة إلى مرورها بعدة مراحل، مثل التجارب السريرية على الحيوانات، ثم على البشر، واختبارات الصلابة، والأمان ".
كما تطرق وزير الصحة في ذات اللقاء، لموضوع اللقاحات وقال إن المغرب وقع اتفاقيات مع مختبر بريطاني سويدي وآخر صيني. وأوضح أنها المرة الأولى في تاريخ المغرب التي يتم فيها إجراء تجارب سريرية للقاحات في المملكة، وأضاف أن "هذه العملية تسمح بنقل الخبرات، (...) وأن تكون لديك معرفة واضحة بشأن سلامة وفعالية المنتج (...) والدخول في شراكة دائمة".
"نظرًا لأنه لا ينبغي وضع كل البيض في سلة واحدة، اخترنا العديد من الموردين، لأنه لن يكون باستطاعة مورد واحد تلبية احتياجات جميع البلدان. نبذل جهودا تطبيقا للتوجيهات الملكية".
وأكد أن "المغرب يبذل قصارى جهده حسب إمكانياته"، وتابع "النتائج مثيرة للاهتمام، نحن نعتمد على المغاربة، لأننا وحدنا لن نتمكن من القيام بأي شيئ".