القائمة

أخبار

دياسبو #161: فاطمة زيبوح.. مغربية كرست حياتها لمحاربة التمييز في بلجيكا

لكونها من أصول مهاجرة، تهتم فاطمة زيبوح بمختلف قضايا التمييز التي يعيشها البلجكيين من أصول مغربية في بلجيكا. مختصة في العلوم السياسية وناشطة في المجتمع المدني، جعلت من مكافحة التمييز شعارا لها في مسارها المهني.

نشر
فاطمة زيبوح
مدة القراءة: 4'

تولي المغربية فاطمة زيبوح التي كبرت في بلجيكا لعائلة مهاجرة، اهتمامها كبيرا بقضايا الاندماج وعدم المساواة الاجتماعية، في عملها الأكاديمي والجمعوي.

وفي حديثها مع يابلادي قالت "نشأت في حي مولينبيك بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، الذي يجمع بين أشخاص من مختلف الهويات، وهذا الأمر ساعدني على تكوين هويتي، وأخذ فكرة عن قضايا الإندماج والتنوع، والتي أصبحت فيما بعد تدخل ضمن التزاماتي".

وتقربت فاطمة من هذه القضايا أكثر، خلال مشوارها الأكاديمي في جامعة بروكسل الحرة، مشيرة إلى أنها أول فتاة في عائلتها تحصل على دبلوم في الدراسات العليا.

"الجامعة جعلتني أدرك هذه الفوارق. كان والدي كهربائيا، ووالدتي لم تذهب قط للمدرسة. خلال دراستي في جامعة بروكسل الحرة، قابلت طلابًا من خلفية مختلفة تمامًا، على سبيل المثال، كان هناك أشخاص يمتلكون مكتبات كبيرة داخل منازلهم".

فاطمة زيبوح

شكل هذا الأمر في البداية، "صدمة ثقافية" لفاطمة زيبوح، لكن في نفس الوقت كان بمثابة "فرصة كبيرة"، إذ أنها أدركت فيما بعد أن "هذه العوالم المختلفة يجب أن تتقاطع وتخلق جسورا". وبعد حصولها على إجازة في العلوم السياسية، قررت دراسة الماستر في حقوق الإنسان، وركزت على القضايا الاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالحقوق الأساسية وحرية التعبير والمساواة بين الرجل والمرأة.

وبعد ذلك، بدأت العمل في جامعة بروكسل الحرة كباحثة في القضايا المتعلقة بالتنوع الثقافي، وحق الأجانب في التصويت، والمشاركة السياسية للأجانب، وهجرة النساء، والسياسات الأوروبية وسياسات الاندماج.

وتسعى حاليًا للحصول على درجة الدكتوراه في "أشكال التعبير الثقافي والفني للمغاربة البلجيكيين، وتغيير الهويات والمطالب السياسية، وإعادة تعريف الانتماء من خلال الفن والثقافة".

محاربة التمييز بالسعي للتميز

بصفتها الأخت الكبرى، أصبحت فاطمة زيبوح نموذجًا يحتذى به لإخوتها وداخل المجتمع المغربي البلجيكي، على الرغم من التمييز الذي كانت شاهدة عليه والذي عاشته بصفة شخصية. وقالت "التمييز موجود، إننا نعيشه وهو ما يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهد أكثر من غيرنا، لإظهار كفاءاتنا ومميزاتنا"

وفي هذا السياق، تعمل فاطمة في مؤسسة عامة تهتم بإدماج الباحثين عن العمل الذين يتعرضون للتمييز بسبب جنسهم أو أصولهم الأجنبية. في الوقت نفسه، تعمل مع العديد من المنظمات التي تهتم بموضوع الاندماح في المجتمع.

واشتغلت الناشطة المغربية على عدة مشاريع لمحاربة التمييز والصور النمطية، خاصة بعد هجمات 2016 في بروكسل، من خلال المشاركة في تنظيم "مسيرة ضد الإرهاب، والتي جمعت أكثر من 10 آلاف شخص". كما شاركت فاطمة زيبوح في مشروع G1000  "ضم 1000 مواطن بلجيكي من أجل الدعوة إلى الديمقراطية التشاركية في 2011".

ومؤخرا، في 2019، ساهمت في مبادرة "W100" المتمثلة في "جمع 100 امرأة من بروكسل من جميع الأصول". كما تترأس فاطمة think tank Aula Magna، دون أن تنسى حي طفولتها، حيث تدير مؤسسة "Foyer des Jeunes Molenbeek".

كما تهتم فاطمة زيبوح بالمشاركة السياسية للأشخاص من أصول مغاربية، وأوضحت أن "التمثيل السياسي للأجانب في بروكسل هو الأهم في بلجيكا وحتى في أوروبا، حيث أن 1/5 الممثلين المنتخبين هم من أصول مغربية". على الرغم من هذه النقطة القوية، لا يزال التمييز قائما. وفقا لها، فهي تستهدف بشكل خاص المنحدرين من أصل أفريقي والمجتمعات من أصل تركي.

ورغم محاربتها ضد الصور النمطية، إلا أن فاطمة زيبوح تفضل "تجاوز نهج الضحية"ـ ةقالت إنها أخذت هذا الموقف على أنه "فرصة أيضًا لتقديم الأفضل، والسعي للتميز، مهما كان المجال".

وفي ظل الاضطرار إلى التعامل مع هذا العبء اليومي بسبب أصولهم المهاجرة، ترى فاطمة زيبوح أن "البلجيكيين المغاربة يتمتعون بقدرة كبيرة على الصمود"، ورغم أنهم "ساعدوا في بناء هذا البلد"، إلا أن تاريخ الهجرة ظل غير مرئي.

في مسارات الهجرة هذه، يبدو أن النساء أيضًا هن الأكثر نسيانًا، وأوضحت أنه عندما تكون امرأة من أصل أجنبيىة وتنتمي الطبقة العاملة، فمن الصعب مواجهة ذلك. وأضافت قائلة "لكن هؤلاء النساء يظهرن شجاعة كبيرة وإبداعًا ومرونة أكبر، إنهن مقاتلات، الكثير منهم يحاربن هذا الضغط".

قبل بضعة أشهر، تم تعيين الناشطة المغربية "من قبل وزير الخارجية البلجيكي كسفيرة للتنوع"، مما أعطاها الأمل والقوة للنهوض بقضية الشباب البلجيكي المغاربة والبلجيكيين من أصول مهاجرة. وفي 8 مارس، كانت واحدة من بين عشر شخصيات تمت دعوتها إلى مأدبة غداء أقامتها العائلة المالكة في بلجيكا، وهو ما تعتبره "فخرًا كبيرًا للنساء والأشخاص من أصل مغربي".

وعبرت فاطمة عن فخرها قائلة "تأثرت كثيرا، إنها طريقة جميلة لتكريم والدتي التي توفيت قبل ثلاث سنوات بسبب السرطان عن عمر يناهز 57 عاما. حاربت طوال حياتها لتشجيعي على الدراسة. إنها مصدر قوتي ومصدر إلهامي الرئيسي"، وأضافت "هذا يؤكد أنه من الممكن خلق فضاءات تسمح بتجميع مجتمعات مختلفة، وتفكيك المفاهيم الخاطئة الشائعة لدى الجانبين وبناء مجتمع شامل".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال