خبايا العلاقة بين المغرب و ليبيا في أواسط الثمانينات، يكشفها بحث لولي العهد آنذاك، هذا البحت الذي حصلت المساء على نسخة منه و تناولته بالتفصيل في ملفها الأسبوعي، فأول مؤلف لمحمد السادس (بحث الإجازة) كان تحت إسم " الإتحاد العربي الإفريقي، واستاتيجية التعامل الدولي للمملكة المغربية"، أعده بالإشتراك مع صديق دراسته و مدير ديوانه لاحقا محمد رشيد الشرايبي. في جامعة محمد الخامس بمدينة الرباط.
نسخة بحث الإجازة هذه ظلت في الرفوف دون أن يتمكن أحد من الوصول إليها، المساء و بعد حصولها على نسخة من البحث أزاحت عنه الغبار وطالعت القراء على ما يوجد بين دفتيه.
البحت كان تحت إشراف عبد الواحد ناصر وزير العدل السابق، و يقع في 161 صفحة، أولى صفحاته تصدرتها صورة للراحلين، الزعيم المغربي الحسن الثاني، و الليبي معمر القدافي، الفصل الأول من البحث حمل عنوان "الطبيعة القانونية للإتحاد العربي الإفريقي" وتناول فيه المؤلفان سياق نشأة الإتحاد العربي الإفريقي، حيث كشفا أنه باقتراح من الحسن الثاني تم تكتيف الاتصالات مع الجانب الليبي، قصد دراسة الجوانب المتعلقة بإنشاء اتحاد للدول يضم دولتين يسمى" الإتحاد العربي الإفريقي" ، البحث قال أن مبادرة الإتحاد هذه طرحها الراحل الحسن الثاني على أحد مستشاري معمر القدافي، في اجتماع بينهما.
وبعد يومين أجاب القدافي على مقترح الحسن الثاني بالقبول، ثم تناول ولي العهد آنذاك الجوانب القانونية و الدستورية التي ظبطت المصادقة على معاهدة الإتحاد العربي الإفريقي.
ثم انتقل البحث ليتطرق إلى ردود الفعل الدولية التي أعقبت تأسيس الاتحاد، و قال أن أكثر الدول معارضة لهذا الإتحاد كانت الجزائر كما أبدت الولايات المتحدة الأمريكية تخوفها منه كذلك، أما موقف ولي العهد فقد رآى أن ردود الفعل المعارضة تتسم بكثير من التسرع، بينما كان الأجدر الانتظار للإطلاع على الحقائق المتعلقة بهذا الإتحاد و أهدافه الحقيقية.
أما الفصل الثاني من البحث فقد تحدث عن "مدى انسجام الإتحاد العربي الإفريقي مع استراتيجية التعامل الدولي للمملكة"، حيث تم توضيح إشكالية التضامن في الإتحاد العربي ألإفريقي، على المستويات الدفاعية و الاقتصادية فضلا عن المستوى الخارجي.
تم إنهاء البحث بخاتمة تبرز الدور الذي يمكن أن يقوم به الإتحاد الوليد آنذاك، البحث ككل تم ختمه بجملة هاجمت من وصفو بأعداء الإتحاد الوليد، و دعا ولي العهد فيها دولتي الإتحاد إلى الإصرار و الاستمرار في العمل الجاد وتوطيد أواصر الأخوة و علاقات التعاون بين البلدين.