عادت الجزائر للتذكير بشروطها لفتح حوار مع المغرب، وقال وزير الإعلام الجزائري، الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، عمار بلحيمر، في حوار أجراه مع وكالة سبوتنيك الروسية إن "المغرب بلد جار و شقيق، تربطنا به علاقات لها عمقها التاريخي والحضاري وهدفنا مشترك من خلال الوصول إلى بناء صرح مغاربي موحد بتوفير جميع الشروط، طالما أن الإرادة السياسية لقادة البلدين موجودة ومصيرنا مشترك في ظل التحديات الراهنة، خاصة ما تعيشه المعمورة بسبب تداعيات الأزمة الصحية".
وتابع أن بلاده "لا تلتفت لأي محاولة لتعكير الجو بين الشعبين المغربي والجزائري الشقيقين، فالغاية أسمى من حشد الطاقات وشحذ الهمم لبناء اتحاد مغاربي قوي، نحمي فيه مصالحنا، وندافع عن وحدتنا في ظل الإحترام التام للمواثيق الدولية وقرارات المجتمع الدولي، لحماية الشعوب وإعطاءها حقها في تقرير مصيرها، مثلما هو الحال بالنسبة للقضية الصحراوية التي تعتبرها الجزائر قضية عادلة".
وبخصوص مبادرة الملك محمد السادس لطي صفحة الخلافات بين البلدين قال "الجزائر ترحب بأي مبادرة هدفها البناء ولم الشمل، باعتماد أسلوب الحوار والطرق المشروعة بكل شفافية، مع احترام خصوصية كل بلد وسيادته، دون المساس بالمبادئ الأساسية للدبلوماسية الجزائرية المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد".
وحول ما إذا كان هناك تنسيق بين المغرب والجزائر في القضية الليبية قال "القضية الليبية قضية تخص الليبيين وحدهم، فأمن الليبيين من أمن الجزائر، وكل المساعي التي تجمع الليبيين على طاولة واحدة و توحد صفوفهم وتحافظ على وحدتهم الترابية، الجزائر تباركها و تدعمها لأن عودة ليبيا إلى الساحة الدولية وتخلصها من آفة الإرهاب سيعطي دفعا مشروعا للاتحاد المغاربي، الذي هو من بين الأهداف المسطرة في بناء الجزائر الجديدة بقيادة السيد رئيس الجمهورية".
وسبق للجزائر أن وضعت ثلاثة شروط سنة 2013 لفتح حوار مع المغرب، وهي الوقف الفوري لما سمته حملة التشويه الاعلامية، و"تعاونَ السلطات المغربية لوقف تدفق المخدرات من المغرب الى الجزائر"، و"احترامَ موقف الحكومة الجزائرية في ما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية التي تعتبرها مسألةَ إنهاء استعمار".
وردت الخارجية المغربية آنذاك برفض "الشروط الأحادية" الجزائرية، مضيفة أن "قواعد حسن الجوار وضرورة التعاون وحق المواطنين في التنقل هي قيم دولية لا يمكن تقييدها بأي شروط"، وأعربت عن أسفها إزاء عدم رغبة الجزائر تطبيع العلاقات بين البلدين، والسعي إلى الإبقاء على الوضع الراهن.