هل دخلت طائرتان تابعتان للقوات المسلحة الملكية المجال الجوي الإسباني؟ هذا ما خرج به موقع The Political Room المتخصص في السياسة الخارجية يوم 9 غشت الجاري، في مقال بعنوان: "الحوادث مع المغرب، منطقة رمادية؟".
وبعد ثلاثة أيام من نشره لهذه "المعلومات الجديدة"، عاد الموقع نفسه إلى مراجعة المقال الذي وقعه خافيير جوردان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة غرناطة، والذي يقدم نفسه على حسابه على موقع تويتر كخبير في الدراسات الاستراتيجية والعسكرية. ومدير مجلة Global Strategy.
وأكد هذا الخبير أن طائرتين من طراز F-5 تابعتين للقوات المسلحة الملكية قامت بتوغل في المجال الجوي الإسباني قبل أن تعترضهما طائرتان من طراز Eurofighter، كانتا مدعومتين بطائرة للتزود بالوقود أثناء العملية، وأجبرت على العودة الأراضي المغربية.
وأوضح ياغو رودريغيز، مدير Political Room أنه "في مواجهة العديد من الانتقادات المبررة إلى حد ما والتي تلقيناها عبر تويتر، ولا سيما عبر رسائل خاصة ورسائل بريد، قررت تعديل المقال لفترة مؤقتة من أجل توضيح بعض الأسئلة والتعليقات التي أثارت شكوكًا مؤكدة" دون أن يقدم أي تفاصيل عن الجهات التي اقترحت مراجعة النسخة الأولى.
لكن الموقع نفسه، قام بحذف المقال نهائيا يوم السبت 15 غشت الجاري دون تقديم أي تفسير هذه المرة. وهي الخطوة التي لا تعتبر الأولى من نوعها حول هذا الموضوع، إذ قام موقع Ceutaldia الإخباري أيضا بحذف المقال الذي نشره حول نفس الموضوع، حيث تعتبر هذه القضية حساسة بالنسبة لإسبانيا لكن مع ذلك أثارت فضول بعض وسائل الإعلام الأيبيرية.
وتوجد الكرة الآن في ملعب وزارة الدفاع الإسبانية، التي تمت مطالبتها بإعطاء روايتها حول هذا الموضوع. وهو خروج تراقبه الأحزاب المعارضة عن كثب ويمكنه أن يؤجج خلافات جديدة بين اليمين واليمين المتطرف، المولوعين بتضخيم التهديد العسكري المغربي.
وسيتعين على الحكومة الرد على هذه المخاوف أو الإعلان عن فتحها تحقيقات حول هذه القضية. ولكن وفي حال ما إذا كانت المعلومات صحيحة، فإن "الكشف" عن اختراق المجال الجوي لإسبانيا من قبل طائرتين تابعتين للقوات المسلحة المغربية ينبغي أن يشكك في فعالية أنظمة الرادار التي نصبتها وزارة الدفاع الإسبانية للسيطرة على جنوب جبل طارق وكذلك تلك الخاصة بحلف شمال الأطلسي.
ويقع مركز العمليات الجوية المشتركة للتحالف الأطلسي في شرق مدريد، في قاعدة دي توريخون وتتمثل مهمته في "التخطيط والتوجيه والتنسيق والمراقبة والتحليل والإبلاغ عن عمليات الشرطة الجوية الموكلة لها في وقت السلم. وتشمل المنطقة المسؤولية عن الوحدة، المجال الجوي الأوروبي لحلف الشمال الأطلسي في جنوب جبال الألب" حسب ما أورده موقع alliance atlantique مشيرا إلى أن المركز يخضع لقيادة ملازم أول في السلاح الجوي الإسباني.