احتفل الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يوم السبت 1 غشت، بمرور سنة على تسلمه مقاليد قيادة الجمهورية الإسلامية الموريتانية خلفا لمحمد ولد عبد العزيز. وخلال أولى سنوات حكمة بقيت العلاقات المغربية الموريتانية تراوح مكانها ولم تتغير عما كانت عليه في عهد الرئيس السابق.
على نهج ولد عبد العزيز
وتشير أولى سنوات حكم الشيخ ولد الغزواني، إلى أنه يسير على نفس النهج الذي رسمه سلفه، حيث يجمع بين انفتاح حذر على حذر على المغرب، وتعزيز العلاقات مع الجزائر وجبهة البوليساريو.
وكما كان الحال طيلة 11 سنة من حكم ولد عبد العزيز، استمرت زيارة مبعوثي جبهة البوليساريو إلى نواكشوط، ففي 22 نونبر 2019 استقبل ولد الغزواني "وزير خارجية" البوليساريو محمد سالم ولد السالك، الذي سلمه رسالة من إبراهيم غالي.
هذا الاجتماع دفع الأحزاب الموريتانية إلى تجاوز تحفظاتها واستقبال المسؤول في الجبهة الانفصالية، حيث اجتمع بعدد من قادة الأحزاب، ومن بينهم محمد أحمد بن سيدي زعيم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإسلامي المعروف اختصارا باسم تواصل.
وفي 6 مارس الماضي قال الرئيس الموريتاني خلال مؤتمر صحافي إن بلاده لا تنوي التراجع عن اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية"، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف من ثوابت السياسة الخارجية لبلاده بغض النظر عن التطورات الحاصلة في الملف.
وفي 5 أبريل 2017 أرسل وفدا مكونا من مدنيين وعسكريين إلى بلدة أغوينيت الواقعة في المنطقة التي تطلق عليها جبهة البوليساريو اسم "المناطق المحررة" لتقديم "تعازي موريتانيا" إلى البوليساريو في وفاة امحمد خداد. ليسير بذلك على خطى سلفه الذي أرسل سنة 2017 وفدا يتكون من كبار ضباط الجيش الموريتاني رفقة عدد قليل من البرلمانيين لحضور مناورة عسكرية نفذتها الجبهة الانفصالية في أغوينيت.
وفي 7 نوبر من سنة 2019 أي بعد أربع وعشرين ساعة من خطاب الملك محمد السادس الذي دعا فيه إلى إقامة علاقات متينة وصحية مع الدول المغاربية الشقيقة، قال وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ في تصريح إعلامي "نحن نشطون ومهتمون" بهذا النزاع الإقليمي، "لكننا لا ندعم أي طرف".
الاقتصاد استثناء
وعلى خلاف العلاقات السياسية، تبدو موريتانيا حريصة على الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية بالمملكة، فقد تضايقت من الإغلاق المتكرر لمعبر الكركرات من قبل موالين لجبهة البوليساريو، وهو ما هدد أمنها الغذائي وقابلية تنفيذ اتفاق الصيد البحري الذي وقعته مع الاتحاد الأوروبي.
وفي مطلع غشت من سنة 2019، وتحت ضغط الاتحاد الأوربي توجه وفد موريتاني إلى الداخلة لمناقشة مشكل إغلاق الممر، ثم تولى سفير المغرب في نواكشوط إجراء مفاوضات مباشرة مع وزير الخارجية الموريتاني.
ويعتبر ممر الكركرات، المعبر الرئيسي لتزويد التجار الموريتانيين بالفواكه والخضروات، خاصة وأن مركز الزويرات-تندوف الحدودي الذي تم افتتاحه بين الجزائر وموريتانيا في شتنبر 2018 وسط ضجة إعلامية كبيرة، تظل فيه الحركة معدومة.
وبالإضافة إلى الجانب الاقتصادي شهدت السنة الأولى من حكم ولد الغزواني، عقد الاجتماع الأول للجنة العسكرية المختلطة في الرباط خلال شهر يناير 2020.