بعد أيام من تقديمهما مذكرة مشتركة حول الإصلاحات السياسية والديمقراطية والانتخابية إلى جانب حزب الأصالة والمعاصرة، بدأت الخلافات بين حزبي التقدم والاشتراكية والاستقلال تخرج إلى العلن، فبعد بلاغ اللجنة التنفيذية لحزب الميزان، رد الأمين العام لحزب الكتاب عبر تدوينة على صفحته في الفايسبوك.
وسبق للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال أن أصدرت بلاغا بعد اجتماعها الأسبوعي الذي عقد يوم الثلاثاء 28 يوليوز 2020، قالت فيه إنها تابعت "باستغراب واندهاش كبيرين تصريحات مفاجئة وغير مفهومة من قبل أحد أطراف هذا التنسيق الفتي للتنصل من بعض المقترحات المشتركة الواردة فيها، لا سيما بعد الالتزام الأخلاقي والسياسي الذي تم الإعلان عنه أمام الرأي العام".
كما عبرت "عن امتعاضها من اقحام حزب الاستقلال في ذات التصريحات الإعلامية وهو تعبير غير ودي تجاه الحزب لا يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة"، واعتبرت أن "ما تم التصريح به لا يلزم إلا صاحبه"، وأكدت "أن العمل المشترك يقتضي التمسك بمبادئ الالتزام والاحترام والاحترام المتبادل".
وعبرت اللجنة التنفيذية للحزب "عن اعتزازها بالمضامين الديمقراطية والعمق الإصلاحي التي حملتها المذكرة المشتركة في شأن الإصلاحات السياسية والديمقراطية والانتخابية، والتي قدمتها أحزاب المعارضة الثلاثة".
وكان الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله قد اعتذر عن مقترح يربط التصويت بالولوج للوظيفة العمومية، ورد في مذكرة الأحزاب الثلاثة. وقال خلال مشاركته في ندوة عن بعد الأسبوع الماضي، إن هذا المقترح "خطأ ولا يجب أن يكون ويضرب في حقوق الناس، وفي غير محله"، وتابع "انسوا هذا المقترح وأنا أعتذر عنه باسم الأحزاب الثلاثة".
ونهار اليوم نشر بنعبد الله تدوينة على صفحته في الفايسبوك قال فيها "أستغرب هذا الموقف من حزب الاستقلال الذي أُكِنُّ له ولتاريخه ولمكانته في الساحة السياسية الوطنية كل التقدير والاحترام، منذ زمن بعيد".
وتابع "كما أني متفاجئ لهذا الانزعاج من تصريحات لم تكن لتستحق لا دفع شاب إلى تصريحات مخلة بالحدود اللازمة من اللياقة، ولا بالأحرى تخصيص فقرة كاملة في بلاغ رسمي للحزب".
وسبق للكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، عثمان الطرمونية، أن قال في ندوة نظمت يوم السبت 26 يوليوز 2020، "نعتبر أن تصريحات نبيل بنعبد الله يوم أمس تشكل انقلابا جذريا على كل ما تم الاتفاق عليه، وتؤثر سلبا على حقوق الشباب المغربي في المشاركة الفاعلة والمؤثرة بالمشهد السياسي".
وأَضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في رده أن رد حزب الاستقلال على تصريحاته "ينطلق من تأويل خاطئ وعكسي تماما لما أحمله من إعجاب بهيئة مميزة لهذا الحزب تحتضن أطرا وكفاءات عالية، ومنهم أصدقاء كثر، قد يكون من الإيجابي جدا أن نجد الصيغ المناسبة لتعزز، بمعية أمثالها في كل الأحزاب الجادة، المؤسسة التشريعية، بخبراتها ومعارفها وتكوينها السياسي".
ووصف الحديث عن التنصل من الالتزامات، بأنه "كلام مبالغ فيه بشكل كبير وفي غير محله"، وأضاف أن "الأمر يتعلق تحديدا بإجراءٍ مقاصدُهُ شريفةٌ حقا، المبتغى منه هو التشجيع والتحفيز على التصويت، لكنه مع ذلك فهو يظل جُزئيةً غير رئيسية في مذكرة سياسية تاريخية، بحمولة تحليلية ومقترحية قوية".