هذه الدورة تزامنت مع مسيرة دعت لها حركة العدل و الإحسان المحظورة بمدينة الرباط شارك فيها عشرات الآلاف من المغاربة نصرة للمسجد الأقصى الشريف في ذكرى يوم الأرض، كما أن نواب حزب العدالة و التنمية الحاكم قاطعوا الدورة بعدما أثار حضور البرلماني الإسرائيلي "دافيد سارانغا" جدلا واسعا في أوساط المغاربة.
وسبق لعشرات من المغاربة الرافضين للتطبيع مع "إسرائيل" ان تظاهروا أمام البرلمان احتجاجا على استقبال "الضيف" الإسرائيلي الثقيل على أرض المغرب، و تواجد ضمن المعتصمين بعض المحسوبين على العدالة و التنمية يتقدمهم عضو الفريق في البرلمان محمد الزويتن حيث صرح لجريدة التجديد المقربة من حزبه قائلا " هذه الزيارة تعد أسلوبا من الاستفزاز السياسي والشعبي نحو قضية أجمع عليها المغاربة حكومة وشعبا بأنها قضية لا تقبل المساومة"، و أكد رفض فريقه جميع أشكال التطبيع كيفما كانت مبرراتها. وأضاف الزويتن في كلمته أن فريقه سيطالب بفتح تحقيق في موضوع الزيارة ، متسائلا عمن يقف وراء تسهيل إجراءات الدخول لهذا المُشارك الإسرائيلي.
تصريح الزويتن هذا و انسحاب برلمانيي العدالة و التنمية يطرح عدة أسئلة من قبيل ما موقع العدالة و التنمية و الحكومة التي تقودها في المعادلة السياسية المغربية؟ هل تقوم بدور الفاعل أم تقف في صف المفعول به؟
و بالعودة إلى الوراء فمنذ إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طرحه لمشروع الإتحاد من أجل المتوسط في حملته الانتخابية تعالت أصوات رافضة للفكرة من الجانب العربي، معتبرة هذا المشروع مجرد محاولة لجر الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل خاصة الممانعة منها.
والكثير من الملاحظين يتساءلون اليوم عن جدوى مثل هذه اللقاءات فهذا الإتحاد ولد ميتا ولم يحقق شيئا مما كان يصبو إليه، اللهم جمع صناع القرار العرب بنظرائهم الإسرائليين.
جريدة "يدعوت أحرنوت" العبرية تناولت الموضوع وتحدثت عن إحراق العلم الإسرائيلي في مسيرة الرباط، و كذا عن الرفض الشعبي لزيارة البرلماني الإسرائيلي، و أضافت أن "دافيد سارانغا" غادر مقر عقد الدورة(مبنى البرلمان المغربي) من الباب الخلفي قبل انتهاء الأشغال المبرمجة، لينقل مباشرة إلى المطار تحت حراسة أمنية مشددة، مخافة اقتحام البرلمان من المتظاهرين على حد قول الصحيفة.
"يدعوت إحرنوت" تحدثت بتفصيل عن مسيرة الرباط معززة تقريرها بفيديو يوضح حجم المشاركين في المسيرة، و أضافت أن هذه المسيرة نظمت قبل أيام فقط من ما بات يعرف بالمسيرة العالمية نحو القدس المزمع تنظيمها يوم الفاتح من أبريل.