تشكل قاعدة القصر الصغير البحرية المغربية منذ تشييدها سنة 2008 مصدر قلق للبحرية الإسبانية. وتحدثت وسائل إعلام إسبانية عن خشية إسبانيا من نقل الولايات المتحدة الأمريكية قواتها من قاعدة "روتا" إلى القاعدة المغربية.
وقال موقع "اسبانيول" إن المغرب عرض على الولايات المتحدة الأمريكية، استضافة جزء من سفنها الحربية العاملة في البحر الأبيض المتوسط في القاعدة البحرية بالقصر الصغير، مشيرا إلى أن "البحرية الإسبانية تنظر لهذا الأمر بقلق".
وما يزيد من قلق الاسبان هو تزامن العرض المغربي مع قرب انتهاء مدة عقد التعاون العسكري الموقع بين واشنطن ومدريد في 1 دجنبر من سنة 1988، حيث من المنتظر أن ينتهي في ماي من سنة 2021. علما أن الولايات المتحدة لم تقدم لحد الآن أي طلب رسمي لإسبانيا بتمديده.
وسبق للولايات المتحدة أن طالبات بزيادة 600 جندي، ومن أربعة إلى ستة مدمرات، وهو ما سيجعل الاتفاق الثنائي، يتحول إلى معاهدة دولية، يجب تمريرها من البرلمان الاسباني والموافقة عليها لكي تصير سارية المفعول.
ومن أجل أن يجعل المغرب عرضه أكثر جاذبية، تشير الصحيفة الاسبانية إلى أنه عمل على تطوير وتوسعة قاعدة القصر الصغير خلال السنوات الماضية، ما جعلها قادرة على استقبال الغواصات، كما أنه ينتظر أن تتضاعف مساحتها مستقبلا بأربع مرات، حسبما نقل الموقع الاسباني عن مصدر عسكري مغربي.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تثير فيها وسائل إعلام إسبانية هذا الموضوع، فقد سبق لموقع Kaosenlared.net أن أورد في 31 يناير الماضي، أن رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، اقترح على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال قمة الناتو الأخيرة التي عقدت يومي 3 و 4 دجنبر 2019 في لندن، تمديد التواجد العسكري في قاعدة روتا بعد شهر ماي 2021.
ولم ترد الإدارة الأمريكية إلى الآن على مخاوف الاسبان، وأشار الموقع الاسباني إلى "وجود منافس آخر: المغرب الذي يمكن أن يستضيف سفن البحرية الأمريكية في أكادير" بدلا من قاعدة روتا البحرية.
وتقوم العديد من السفن العسكرية الأمريكية بالرسو في أكادير خلال مناورات الأسد الإفريقي، علما أن حوالي 3000 عسكري أمريكي تنقلوا إلى أكادير على متن السفينة يو إس إس باتان، قبل أن يتم إلغاء نسخة 2020 من هذه المناورات بعد اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بداية شهر يناير الماضي.