وحسب وسائل الاعلام الاسبانية فإن وقائع هذه القضية تعود إلى فاتح مارس الجاري عندما كان المواطن المغربي عبد الله العسلي (33 سنة) يتواجد مع أصدقائه في أحد ملاعب كرة القدم يقع في منطقة هادئة في مدينة وادي الحجارة من أجل ممارسة هوايته المفضلة عندما توجه أفراد من الشرطة يرتدون الزي المدني وطلبوا منه دون غيره بطاقة الهوية.
وعندما تبين لأفراد الشرطة أن الشاب المغربي لا يتوفر على بطاقة الإقامة, وهو ما يشكل مخالفة إدارية بسيطة, تمت المناداة على دورية للشرطة من أجل اقتياده إلى المخفر.
ومنذ تلك اللحظة لم يتمكن أصدقاؤه من الحصول على أية معلومات بشأنه قبل أن يقرروا يوم سادس مارس الجاري التوجه إلى مركز الشرطة للاطمئنان عليه ليتم إبلاغهم بعد ذلك بأنه تم ترحيله إلى المغرب.
وحسب مصادر بجمعية المهاجرين المغاربة بجهة وادي الحجارة فإن أحد العاملين بمستشفى وادي الحجارة قرر إزاء تدهور الحالة الصحية للمواطن المغربي وعدم زيارته من أي قريب أو صديق الاتصال بأحد زملائه في شقة كان يقيم بها بمدينة مورسية التي كان يقيم بها قبل انتقاله إلى مدينة وادي الحجارة. إثر ذلك اتصل زميله السابق بأصدقاء عبد الله العسلي في وادي الحجارة لإخبارهم بحالة المواطن المغربي.
وبعد تلقيهم لهذا الخبر علموا بأنه تم نقل صديقهم عبد الله العسلي من مخفر الشرطة إلى مستشفى المدينة في حالة حرجة قبل أن يخضع يوم فاتح مارس الجاري لعملية دقيقة جراء تعرضه لإصابة على مستوى الدماغ مما أدى إلى إصابته بشلل تام تحتم نقله إلى وحدة العناية المركزة.
ولم تر هذه القضية النور سوى بعد نشر أحد المواقع الاخبارية المحلية "مدريد2الأخبار" لوقائع هذه القضية التي فضلت الشرطة الاسبانية تجاهلها وذلك بعد أن فضحت رئيسة جمعية "الأمل" للجالية المغربية بوادي الحجارة نادية العثماني هذه القضية منددة بادعاءات الشرطة بطرد الشاب المغربي من إسبانيا في الوقت التي كان يتواجد فيه في حالة صحية مزرية بأحد مستشفيات المدينة.
وبعد مرور عدة أيام على وقوع هذه الحادثة المؤسفة أعلنت مندوبية الحكومة الاسبانية في جهة قشتالة ليون اليوم الاربعاء (بعد مرور أزيد من 20 يوما من الواقعة) في تصريحات للصحافة الإسبانية فتح تحقيق حول هذه القضية.
وادعى نائب مندوب الحكومة الاسبانية في مدينة وادي الحجارة خوان بابلو سانشيث في تصريحات لوسائل علام الاسبانية أن الشاب المغربي لم يتعرض لأي اعتداء من قبل الشرطة وإنما "اعتدى على نفسه" من أجل تجنب قرار طرده من التراب الاسباني منذ شهر ماي الماضي.
وأضاف المسؤول الاسباني أن "جميع الدلائل تشير إلى أن الشرطة تصرفت بشكل صحيح" مؤكدا "ثقته الكاملة في الأجهزة الأمنية للدولة".
ومع ذلك, تخيم العديد من النقط السوداء على هذه القضية خصوصا بعد أن أبلغت الشرطة أصدقاء الضحية بأنه تم ترحيله إلى المغرب في الوقت الذي كان يوجد في حالة غيبوبة في المستشفى.
إنها أسئلة وجيهة للجالية المغربية المقيمة بمدينة وادي الحجارة (على بعد ستين كلم من مدريد) من أجل المطالة بفتح تحقيق نزيه بشأن قضية المواطن المغربي تم نقله من أحد مخافر الشرطة ليوجد في حالة غيبوبة بعد إصابته بشلل تام وهو الامر الذي يجعل من الصعب العثور على أجوبة حول هذه القضية.