ناقشت لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات، في الكنيست الإسرائيلي، بـ"شكل عاجل" يوم الثلاثاء الماضي أوضاع الجالية اليهودية في المغرب في أعقاب أزمة كورونا.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس اللجنة ، ديفيد بيتين قوله إن المتبرع الرئيسي للطائفة اليهودية في المغرب توفي بسبب مرض فيروس كورونا، وهو ما جعل اليهود المغاربة يعانون من صعوبات.
وتابع "نحتاج إلى النظر في كيفية المساعدة. الطوائف الصغيرة التي لا يتعدى أفرادها بضعة آلاف من اليهود، غير قادرة على إعالة نفسها مالياً نتيجة للأزمة. طوال هذه السنوات دعمت هذه الطوائف دولة إسرائيل، وحان الوقت لكي تدعمهم الدولة الآن".
وأضاف "سأناشد الحكومة والوكالة لإنشاء صندوق يتبرع فيه كل طرف بنصف المبلغ، من أجل مساعدة الجاليات اليهودية. وتوفير السكن للمهاجرين القادمين من المغرب، ومراكز توظيف للمتحدثين باللغة الفرنسية".
فيما قال وزير الاقتصاد عمير بيرتس الذي تعود أصوله للمغرب، إن مناقشة اللجنة أوضاع اليهود في المغرب "هي رسالة للعالم اليهودي بأسره: سوف نبحث عن كل الطرق الممكنة للمساعدة". وأضاف "المجتمع (اليهودي) في المغرب فريد من نوعه، لديه التزام كبير بدولة إسرائيل، مع ارتباط وثيق بالملك وبلاد إقامتهم. وقد أدى الوباء الحالي إلى وفاة شخصيات مهمة وذات نفوذ في المجتمع، بما في ذلك أقاربي".
نفس المصدر نقل عن مديرة قسم الهجرة في الوكالة اليهودية، أرييل ديبورتو قولها إنه "في المغرب لم يبقى سوى 1500 يهودي، معظمهم في الدار البيضاء، وأقلية في مراكش، وأكادير، وفاس، والرباط. توفي 16 يهوديًا ، من أصل 230 وفاة في المغرب ككل" بسبب كورونا.
وأضافت أن الملك محمد السادس حرص على رعاية اليهود المرضى، وخصصت لهم "فنادق فاخرة على حساب الحكومة. لا يزال الإغلاق في البلاد قائمًا، بما في ذلك إغلاق الرحلات الجوية، والضرر الاقتصادي شديد للغاية، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالمجتمع".
وعن إمكانية استقبال اليهود الراغبين في الهجرة إلى إسرائيل قال شلومو مور يوسف، المدير العام لهيئة السكان والهجرة "الاعتبار الرئيسي الآن هو للجانب الصحي، ومنع وصول المرضى إلى البلاد. لذلك، يُمنع دخول أي شخص لا يحمل الجنسية الاسرائيلية، ولكن يمكن للمواطن الإسرائيلي الدخول دون أي مشكلة...، لا يسمح لليهود الذين لا يحملون الجنسية الاسرائيلية بالدخول، وبالتالي فإن دولة إسرائيل مغلقة حاليًا أمام اليهود غير الإسرائيليين. لم تتوقف الهجرة للحظة، من الممكن العودة لدراسة طلبات اليهود وطلاب المدارس الدينية، ولكن بالنسبة للجولات والسياحة - حتى بالنسبة لليهود ، غير ممكنة حاليًا".
وفي نفس الاطار أشار موقع israelnationalnews إلى أن إسرائيل تستعد لعملية محتملة لترحيل اليهود الذين لا زالوا يعيشون في المغرب.
يهود مغاربة: كلام فارغ
وفي تصريح لموقع يابلادي قال جاكي كادوش، رئيس الجالية اليهودية في مراكش-الصويرة، إن ما يتم التريج له عن الأوضاع الصعبة لليهود في المغرب "لا أساس له من الصحة"، وأكد أن الأخبار التي تتحدث عن وفاة ممولي الجالية اليهودية بالمغرب بسبب فيروس كورونا "لا أساس له من الصحة أيضا"، وواصل "اليهود الين ماتوا جراء الفيروس، ينتمون للطائفة اليهودية بالدار البيضاء، وهذا قدر الله، هم يهود عاديون كسائر اليهود المغاربة".
"لم أستوعب هذا الكلام، هذا الخبر فارغ، هل يعقل أن يأتي من يقول لليهود الذين يمتد تاريخ تواجدهم في المغرب لقرون، إن 16 يهوديا توفوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا، إذن عليكم الرحيل إلى إسرائيل، بالعكس أنا أخاطب هؤلاء وأقول لهم يهود أوروبا الذين يعانون من العنصرية وتدنيس مقابرهم يفكرون في العودة للعيش في المغرب، فكيف سنفكر نحن في المغادرة؟".
وزاد قائلا "المغرب أرض السلم والتعايش، ونحن عشنا ولازلنا نعيش بسلام، لن نسمع لمثل هذا الكلام. العالم كله يرى كيف نعيش في المغرب، وبخصوص كورونا، المغرب كان من الدول التي تعاملت بطريقة استباقية مع الوباء، والفضل لسيدنا نصره الله. وبضله العالم كله يتحدث اليوم عن تعامل المغرب مع هذه الجائحة".