يستعد أصحاب الحمامات وكذا قاعات الرياضة، لاستئناف أنشطتهم التي تم توقيفها لأزيد من ثلاثة أشهر بسبب الأزمة الصحية الحالية، ابتداء من يوم غد الخميس، ويرون أنه من الصعب التقيد بجميع الاجراءات التي فرضتها الجهات المختصة.
وفي تصريح لموقع يابلادي قالت فاطمة فدواشي رئيسة جمعية أرباب الحمامات، إن جمعيتها تلقت وثيقة من السلطات المحلية تضم عددا من القواعد والإجراءات التي يجب على أرباب الحمامات الالتزام بها واحترامها، وتابعت "من المستحيل تنفيذ هذه التدابير بالنسبة لنا. كيف يمكن تطبيق التباعد الاجتماعي داخل الحمامات علما أنها فضاءات مغلقة؟ وكيف لنا أن نراقب الزبائن. أصحاب الحمامات ليسوا دائمًا داخل الحمام لمعرفة ما إذا كان الجميع ملتزمون بالإجراءات أم لا".
ومن بين الإجراءات التي فرضتها السلطات المختصة على أرباب الحمامات، توضح المتحدثة نفسها "تعقيم الفضاءات واستغلال 50٪ من طاقتها الاستيعابية"، وفيما يخص هذا الإجراء الأخير، ترى أن هذا الأمر ممكن "لأنه خلال الصيف، غالبا، لا يذهب الناس إلى الحمامات العامة، عكس فصل الشتاء". لكن المشكل بالنسبة لها، هو استحالة تطبيق التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات داخل الحمام، سواء تعلق الأمر بالمستحمين أو العاملين بالحمام، نظرا لحرارة ورطوبة المكان.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال صاحب دوش للرجال بمدينة تازة يدعى عبد الإله، إنه يستعد لاستئناف العمل رغم عدم توصله بأي وثيقة من طرف الجهات المختصة، تشرح التدابير الوقائية الواجب اتباعها.
وأوضح أنه "بالإضافة إلى تعقيم الغرف عند خروج أي زبون وفضاء الدوش بالكامل، نفكر في فرض ارتداء الملابس بعد الانتهاء من الاستحمام داخل غرفة الاستحمام وليس في قاعة الانتظار كما كان الشأن سابقا".
وفيما يخص استغلال 50 بالمائة فقط من الطاقة الاستيعابية للمكان، قال "لا نتوقع أصلا أن يكون الإقبال كبيرا، لأن خلال هذه الفترة من الصيف ينخفض عدد الزبائن بشكل كبير".
وفي تصريح لموقع يابلادي شدد عبد الفتاح شكيب، وهو أستاذ للأمراض المعدية بكلية الطب بالدار البيضاء، على ضرورة اتباع التعليمات الموصى بها، لتجنب ظهور بؤر "كتلك التي اكتشفت مؤخرا بلالة ميمونة".
وفي نظره فإن هذه المسؤولية لا تقع على عاتق المهنيين فقط "بل على عاتق جميع المواطنين، الملزمين باتخاذ التدابير الوقائية حتى بعد رفع الحجر الصحي، بما في ذلك داخل الحمامات" وبالتالي فعليهم استخدام أدواتهم الخاصة واحترام التباعد بينهم
نحن نعلم أن المغاربة يحبون مساعدة بعضهم البعض داخل الحمام، من قبيل فرك ظهور بعضهم البعض. لكن هذه الممارسات يجب تجنبها تماما خلال هذه الفترة.
أصحاب القاعات الرياضية أيضا
وحول استعدادات أرباب القاعات الرياضية، أكد "الصديق"، وهو صاحب إحدى القاعات في المعاريف بالدار البيضاء، أنه التقى صبيحة هذا اليوم بعون سلطة وقام بتوقيع وثيقة أكد فيها التزامه بالشروط والتدابير الوقائية التي فرضتها الحكومة، رغم أنه من الصعب تطبيق بعضها.
وتشمل هذه التدابير بشكل أساسي، تعقيم الفضاءات وتطبيق التباعد الاجتماعي، لكن بالنسبة له "ارتداء الكمامة أثناء ممارسة الرياضة سيكون صعبا، لذا سوف لن نفرض ذلك على الزبائن، باستثناء ارتداء القفازات، كما أننا سنستقبل 10 أشخاص في الحصة الواحدة، عوض 20".
وتابع "سنمنع الزبائن من الاستحمام بعد الانتهاء من الحصة الرياضية وسنفرض عليهم ارتداء البدلة الرياضية قبل مجيئهم"
لكن لدى صاحب قاعة رياضة أخرى بالدار البيضاء، يدعى مروان رأي مختلف، إذ يرى أنه طالما لم يتوصل بأي وثيقة حول كيفية تنزيل هذه الشروط والتدابير "لا يمكنني استئناف العمل يوم غد. لأنني لا أعلم جيدا ما المطلوب منا، خصوصا فيما يتعلق بالكمامات، لأنه من الصعب ارتداءها أثناء ممارسة الرياضة".
ويرى مروان أنه من الضروري التريث قليلا، قبل استئناف نشاط القاعة إلى حين اتضاح الرؤية بشأن التدابير المتخذة من أجل تنفيذ الشروط التي فرضتها السلطات المختصة.
وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن حذرت من ارتداء الكمامة أثناء ممارسة الرياضة. وفي تدوينة نشرها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط، عبر حسابه الرسمي على موقع "فايسبوك"، أوضح أنه "ينبغي عدم ارتداء الكمامات عند ممارسة الرياضة لأن الكمامات قد تُقلِّل من القدرة على التنفس بلا مشقَّة".