وذكر هذا التقرير الذي يصدره معهد ستوكهولم للسلام أن الأسلحة التي اشتراها المغرب خلال سنة 2011 شملت 16 طائرة قتالية من نوع إف 16 إضافة إلى 27 طائرة من نوع MF-2000 فرنسية الصنع .
دول المغرب و الجزائر و جنوب إفريقيا احتلت الصدارة في القارة السمراء من حيث معدل التسلح ودائما حسب نفس التقرير ، تتربع الهند في المركز الأول متبوعة بكوريا الجنوبية من حيث شراء الأسلحة على الصعيد العالمي.
إذن هناك توجه خفي أحيانا و معلن أحيانا أخرى نحو الإنفاق على التسلح في منطقة المغرب العربي حتى بات الأمر أشبه بسباق محموم ، وقد سبق للأمم المتحدة قبل سنوات قليلة أن دعت دول المغرب العربي إلى الكف عن نشر ما اعتبرته أسلحة تقليدية في المنطقة على خلفية صدور نفس التقرير أنداك.
سباق محموم نحو التسلح في بلدان كان من المفترض فيها أن تجمعها اتفاقيات للتعاون الاقتصادي وحسن الجوار.
ما مصير شعار "مغرب عربي بدون حدود" ؟
هاجس الخوف من الشريك في اتحد المغرب العربي أدى إلى تسخير كل الإمكانيات من أجل توفير وسائل القوة للاحتماء من الآخر، ففي كيان من المفترض فيه أن تكون بلدانه منفتحة على بعضها البعض حتى يتسنى لها خلق كيان اقتصادي يضاهي ذلك الذي يوجد على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، ساهم سباق التسلح في الإنغلاق على الذات و النظر إلى الجار والشقيق نظرة العدو الذي ينتظر الفرصة المواتية من أجل الهجوم عليه.
ففي منطقة يرتفع فيها مؤشر البطالة إلى حوالي 13 في المائة حسب تقارير رسمية، تصرف المليارات من أجل شراء أسلحة، فمن يا ترى الخاسر والرابح الأكبر في هذا السباق؟ ومن يريد جر المنطقة إلى مثل هذا الصراع ؟
سباق التسلح هذا يزداد حدة رغم حقيقة جمود وتراجع معدلات التنمية وما يصيب بلدان المنطقة جميعها من تداعيات أزمة العالم الإقتصادية إذ تتمدد خرائط الفقر في مجتمعاتنا مولدة مشاعر اليأس الجمعي أمام حاضر متأزم ومستقبل غامض جعلها في كثير من المناسبات على أبواب ثورة الجوع.
فهل ستكون لتداعيات الربيع أثر على هذا السباق الذي أضاع الملايير و أفقر البلاد و العباد؟