القائمة

أخبار

دياسبو # 147: كريم أمغار.. مغربي يحارب الصور النمطية عن مغاربة هولندا

عندما كان كريم أمغار في الثانية عشرة من عمره، مر بتجربة قاسية جعلته يحس يعيد حساباته، إذ استطاعت أن تحوله إلى إنسان ناجح حيث يشتغل الآن مقدما تلفزيونيا.

نشر
كريم أمغار
مدة القراءة: 4'

في السبعينيات، هاجر والده إلى هولندا للبحث عن مستقبل أفضل لأبنائه، وبعد استقراره وحصوله على وظيفة، قرر إحضار زوجته وأطفاله لكي يعيشوا بقربه.

وفي روتردام رأى كريم أمغار النور، وهي المدينة التي استقر بها والده عندما وصل إلى البلاد لأول مرة. لكن العائلة الصغيرة قررت بعد ذلك الانتقال إلى مدينة صغيرة تسمى Bleiswijk، وهناك التحق كريم بالمدرسة التي عاش فيها تجريه غير حياته.

وفي حديثه لموقع يابلادي قال  كريم "نشأت في تلك المدينة الصغيرة التي كانت تضم الكثير من الفلاحين، وفي المدرسة التي التحقت بها، كان فيها العديد من الهولنديين". وبفضل احتكاكه معهم، تمكن كريم من الاندماج معهم بسرعة ما جعله يتعلم اللغة الهولندية في وقت وجيز. رغم ذلك بدأت الأمور تأخذ منحى مختلفًا عند بلوغه 12 عاما.

وقال "كان على اختيار الشعبة التي أرغب أن أواصل تعليمي بها، لذلك كان من الضروري أن يخضع الجميع لاختبار، وأن يقوم أحد الموجهين التربويين بتقييم مستوانا قبل الالتحاق بالمدرسة الثانوية".

 وبالفعل، اجتاز كريم الاختبار وحصل على درجات جيدة ولكن كان لدى الموجه التربوي رأي آخر وأراد رؤية ولي أمره، ويحكي كريم أنه لم يستطع والداه الذهاب معه إلى المدرسة "لأنهما لا يتقنان اللغة الهولندية، لذلك قرر أحد أشقائي الذهاب معي لمقابلته، حينها أخبره أنه على الرغم من أنني كنت جيدًا في الاختبار، إلا أنه لا يمكنني الالتحاق بالشعبة التي اخترتها".

على الرغم من إجابته على أسئلة الاختبار بشكل جيد، إلا أن كريم لم يتمكن من اتمام المسار الدراسي الذي كان يريده، لأن والديه لم يكن باستطاعتهما التحدث باللغة الهولندية، وبالتالي لن يتمكنا من مساعدته في الواجبات المدرسية، حسب تحليل الموجه التربوي. هذا القرار نزل كالصاعقة على لكريم وقال إنه "غير شخصيتي كثيرا".

لم يستطع تجاوز الأمر، حيث شعر بخيبة أمل وقال "كنت أتساءل باستمرار عن سبب قيامهم بذلك في حقي" وأضاف "الشيء الوحيد الذي بدأت أؤمن به: هو أنني مختلف عن الآخرين". كانت تلك التجربة التي عاشها كريم في تلك المرحلة من حياته، سببا في تغيير سلوكه وحتى أهدافه.

" كنت أعتقد أنه بسبب اختلافي، كانوا يعاملونني بشكل مختلف، لذلك كان من الضروري أن أتصرف بشكل مختلف. ذهبت للبحث عن نفسي. وكل ما وجدته هو تلك الصورة النمطية عن الهولنديين من أصل مغربي، التي كانوا يروجون لها على شاشة التلفزيون، ألا وهي: "طفل مجرم ذو سجل سيء".

كريم أمغار

وبحكم الغضب الذي كان يشعره به كريم وقتها، تصرف وفق ما يتم الترويج له عن المغاربة وقال " غيرت أسلوبي في اللباس وتحولت من ارتداء ملابس عادية ولطيفة إلى ارتداء ملابس الشارع، مع أحذية رياضية وقبعة. وبدأت أتكلم بلغة الشارع، فعلت كل شيء يتوافق مع الصور النمطية التي يتم إلصاقها بالمغاربة".

لاحظت عائلة كريم هذا التغيير المفاجئ، وقرر شقيقه التصرف بسرعة لإنقاذ الموقف. في أحد الأيام، بعد عودة كريم من المدرسة، دخل إلى المنزل وهو في غضب بسبب مشكل واجهه ذلك اليوم، وأخبر أخاه حينها أن سيترك المدرسة من أجل البحث عن عمل.

ويتذكر ردة فعل شقيقه وقال "وضع يده على كتفي وقال لا تفعل هذا فأنت ذكي" وشجعه على إنهاء دراسته والذهاب إلى الجامعة "قال لي اذهب إلى الجامعة وحاول فقط على الأقل ستبرهن لنفسك أنك حاولت".

ونجح شقيقه بالفعل في إقناعه في إتمام دراسته وأيضا في الالتحاق بالجامعة. وولج كريم الجامعة في روتردام وتخرج وأصبح مدرسًا ومقدما تلفزيونيا وكاتبًا. وقال "كتبت كتابا عن التطرف ".

ويشرح كتاب كريم الذي يحمل عنوان "من متطرف إلى ودود" كيف يمكن للشخص أن ينتقل من حامل لأفكار متطرفة يرغب في إيذاء الآخرين إلى شخص يحاول القيام بأعمال جيدة في المجتمع. ويشتغل كريم على نفس الموضوع مع الأساتذة والشرطة ويقدم لهم المشورة بشأن هذا الموضوع.

بالإضافة إلى الكتابة، قام كريم أمغار بإخراج مسلسل تلفزيوني تحدث فيه عن طفولته وتجربته مع المدرسة. كما أجرى بحثًا حول المشكلة التي مر بها خلال سنوات المراهقة، حيث التقى وقتها بالشباب الذين يعيشون نفس التجربة التي عاشها هو في الماضي.

وخلال شهر رمضان، سهر كريم على تقديم برنامج تلفزيوني آخر، يستضيف الأشخاص الذين يقومون بأعمال جيدة لمساعدة الناس بغض النظر عن هويتهم.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال