"أمينة ف" أرغمت على الزواج حفاظا على "شرف العائلة" و تجنبا "للعار" ،إلا أنها و بالرغم من تضحيتها هاته وجدت نفسها مرفوضة بل و منبوذة من قبل عائلة الزوج وكذا عائلتها ، الأمر الذي جعلها ترى في الموت حلا يخلصها من المعاناة اليومية التي تعيشها،في المنزل،هده المعاناة تحولت إلى كابوس يقض مضجعها كلما وجدت خارج بيت الزوجية فالمجتمع لا يرحم.
فمجتمعنا المغربي بصفة خاصة و العربي بصفة عامة يرى في عذرية المرأة طهارتها و شرفها،وحين يتعلق الأمر بالشرف يصبح كل شيء مباحا وإن اقتضت الضرورة حياة الإنسان !!!! وآنذاك تسمى جريمة شرف و إن كانت جريمة بلا شرف.
مسألة العذرية مسألة "مقدسة" و ترتبط بالشرف رغم أن هدا الارتباط يبقى أمرا نسبيا،فما كل عذراء شريفة ، وإن كان المجتمع يرى أن العذرية خط أحمر لا يجب تجاوزه مهما كانت الظروف وحفاظ الفتاة عليها هو دليل دامغ على عفتها وطهارتها وشرفها،فسمعة البنت مرتبطة أشد الارتباط بعذريتها،طبعا سمعتها كالزجاج متى انكسر لا يمكن إصلاحه.
بل و قد تتخطى مسألة العذرية- الشرف- أحيانا ما هو حلال في الأحكام الشرعية،إذ تطغى الأعراف و التقاليد على ما هو شرعي في الحكم الديني،بحيث أن الفتاة المتزوجة بعقد شرعي يحرم عليها فقدان عذريتها عرفيا و اجتماعيا حتى ليلة "الدخلة" و إن كان حلالا شرعا.
مجتمعنا يبالغ في حصار المرأة و تقييمها حسب غشاء قد تفقده في الحلال ،فمجرد الحديث عن هذا الأمر يعتبر طابوها من الطابوهات الاجتماعية.
لكن بالمقابل فإن الكثير يربطون مفهوم الانفتاح بالتنكر للقيم و العادات و الأعراف الاجتماعية كلها و كأنها كل لا يتجزأ،و يأتي رد فعلهم هذا نتيجة عدم معرفتهم بالقيم النبيلة و الأصيلة التي يدعو إليها الإسلام و تأثرهم بثقافة الغرب ، فلا شك أن هناك بعض الأعراف البالية التي لا تساير عصرنا ولا تصلح له، لكن هناك أعراف تمثل ثقافتنا و هويتنا و تميزنا عن باقي المجتمعات و تؤسس لبناء حياة اجتماعية ونفسية سليمة.