كانت جامعة القرويين بفاس، شاهدة على منح أقدم شهادة إجازة موثقة في الطب والصيدلة والبيطرة في العالم، للطبيب المغربي عبد الله بن محمد بن صالح الشجار الكتامي، سنة 1207.
وتسمح الشهادة التي تحمل اسم "الإجازة" للكتامي بممارسة الطب والطب البيطري، ليصبح بذلك أول طالب ينال ترخيصا رسميا من جامعة لممارسة مهنة الطب في العالم.
وتشير دراسة أعدها الدكتور يونس الشرادي نشرت في شهر فبراير من قبل مجلة البحوث الطبية والجراحية، إلى أن الإجازة التي أصدرتها جامعة القرويين "هي أول شهادة موثقة يتم تسليمها في العالم".
وتضمنت الشهادة مقدمة تتحدث بعد حمد الله والثناء عليه عن أن الله "خلق الإنسان وعلمه البيان، وأبرز له معالم في كل زمان ومكان، من أدوية جافة وأدوية نافعة شافية، بواسطة من شاء من الحكماء الأعيان الأعلام".
ثم تشير الاجازة إلى أن علم الطب "من أفضل مهمات العلوم، بل علم شريف شرعي"، وأوردت أحادث نبوية تتحدث عن التداوي، ثم انتقلت إلى الإشادة بالطبيب عبد الله بن صالح الكتامي وجاء فيها أنه "تصدر لمداواة الناس والدواب ومعالجتهم بالحضرة الإدريسية" وأنه "كانت له الأهلية لفهم الأطباء في دواوينهم".
كما جاء في الشهادة أن الكتامي "طلب ممن خالطوه أن يشهدوا له بالإجازة في علم الطب على عادة الأطباء الأقدمين، واحتاج في ذلك للإذن لمن له الأحكام الشرعية بحضرة مدينة فاس الإدريسية".
وبذلك شهد له "العلماء المعترف لهم بالعلم والورع وحسن التدبير" بكونه "بحرا يقف فحول الأطباء بساحله، وعجزوا عن مجاراته في ميادين صناعة الطب والبيطرة والصيدلة ودلائلها، عارفا مهندسا، وحاذقا كيسا.
وانتقلت الشهادة إلى وصف خصاله وتمسكه بدينه حيث جاء فيها "وهو رجل صالح لا يتهم بجريمة ولا خيانة، ملازم للصلوات الخمس بالجماعة، وكثرة الأذكار وغير ذلك من أفعال البر".
وتوضح هذه الشهادة أنه تم تسليمها "في العاشر من شهر رجب عام 603 هجرية بحضور ابن البيطار، الطبيب أبو العباس النباتي (النبطي) والطبيب ابن الحجاج الإشبيلي كان الله لهم". كما حظر حفل تسليم الإجازة قاضي مدينة فاس محمد بن عبد الله الحسيني.
وتعتبر جامعة القرويين بحسب موسوعة كينيس للأرقام القياسية، أقدم جامعة في المغرب لازالت تفتح أبوابها لحدود الآن. شيدتها فاطمة بنت محمد الفهري القرشي سنة 859.