حضت منظمة الصحة العالمية يوم أمي الأربعاء على الاستثمار من دون تأخير في الصحة والوقاية استعدادا لظهور أوبئة جديدة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدانوم غبريسوس "في وقت نجهد للرد على وباء كوفيد-19، علينا أيضا أن نكثف جهودنا استعدادا (للوباء) المقبل".
يأتي هذا في وقت أشارت فيه وكالة رويترز إلى مسودة ستطرح في اجتماع وزراء الصحة بالمنظمة خلال اجتماع افتراضي لجمعيتها العامة عبر الإنترنت في 18 و19 ماي، إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم دعاوى إجراء مراجعة للجهود الدولية المبذولة لمواجهة جائحة فيروس كورونا، بما في ذلك أداء المنظمة.
وبحسب المسودة يجب أن يتضمن التقييم الآثار طويلة الأمد على الصحة و"الفجوات في الاستعداد لجائحة كورونا" كما تعيد تذكير الدول الأعضاء وعددها 194 دولة بضرورة الإبلاغ عن أي تفش للأمراض "في وقت مناسب".
وأوضح غبريسوس أن العالم ينفق سنويا سبعة آلاف مليار دولار في القطاع الصحي، أي نحو عشرة في المئة من إجمالي الناتج المحلي للدول، ورغم ذلك فان أكثر من خمسة مليار إنسان لن يتلقوا الخدمات الصحية الأساسية العام 2030، وهذا يشمل المعالجين والأدوية الضرورية والمياه النقية في المستشفيات.
وتابع المدير العالم لمنظمة الصحة العالمية "هذه الثغرات لا تضر فقط بصحة الأفراد والعائلات والمجتمعات، بل تعرض أيضا الأمن العالمي والتنمية الاقتصادية للخطر"، مشددا على ضرورة إقامة بنية تحتية صلبة من آليات العلاج الأولية وأن تكون في متناول السكان. وقال "الوقاية ليست فقط أفضل من الشفاء، بل أيضا أقل كلفة".
واعتبر غبريسوس أنه "إذا كنا قد تعلمنا شيئا من كوفيد-19 فهو أن الاستثمار في الصحة اليوم سينقذ أرواحا غدا. التاريخ لن يحاكمنا فقط على قدرتنا على تجاوز هذا الوباء، بل أيضا على العبر التي اخذناها والخطوات التي قمنا بها".
وذكر بأنه إذا كان الوباء يتراجع في غرب أوروبا، فإنه يواصل تفشيه في مناطق عدة من العالم، وخصوصا حيث النظام الصحي بالغ الضعف وربما غير موجود، مشيرا خصوصا إلى أفريقيا وجنوب شرق آسيا وشرق البحر المتوسط.
ينشر بشراكة مع DW