تقدم المغرب في التقرير الصادر يوم الأحد 19 أبريل الجاري، عن منظمة مراسلون بلا حدود حول حرية الصحافة في العالم لسنة 2020، على ترتيبه لسنة 2019، حيث حل في المرتبة 133، من أصل 180 بلد، علما نه حل في تصنيف السنة الماضية في المرتبة 135.
وأكد التقرير أن "موجة الضغوط القضائية ضد الصحفيين" تتواصل في المغرب، فبالإضافة إلى "المحاكمات التي استمرت لسنوات ضد العديد من الفاعلين الإعلاميين، انهالت المتابعات القضائية على الصحفيين من جديد، حيث أصدرت أحكام مشددة في بعض الحالات، علماً بأن العديد من الصحفيين والصحفيين-المواطنين ما زالوا يقبعون في السجن".
وبحسب التقرير فإن إلغاء وزارة الاتصال وتشكيل مجلس الصحافة لم يساعد "على خلق بيئة عمل أخف وطأة بالنسبة للصحفيين ووسائل الإعلام على حد سواء".
وتصدرت تونس دول المغرب العربي في حرية الصحافة، بعدما حلت في المركز 72 عالميا، وجاءت موريتانيا في المركز الثاني مغاربيا بعدما حلت في المرتبة 94 عالميا، متبوعة بالمغرب صاحب المركز 133، ثم الجزائر التي جاءت في المركز 146، وليبيا في المرتبة الأخيرة مغاربيا بعدما احتلت المرتبة 164 عاليما.
وينشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة سنوياً منذ عام 2002، بمبادرة من منظمة مراسلون بلا حدود، حيث يعمل على قياس حالة حرية الصحافة في 180 بلداً، انطلاقاً من تقييم مدى تعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها وبيئة عمل الصحفيين ومستويات الرقابة الذاتية، فضلاً عما يحيط بعملية إنتاج الأخبار من آليات داعمة مثل الإطار القانوني ومستوى الشفافية وجودة البنية التحتية.
وبحسب المنظمة فإن السنوات العشر القادمة ستكون "بلا شك عقدًا حاسمًا" لحرية الصحافة بسبب مختلف الأزمات التي لها تأثير على مستقبل وسائل الإعلام، سواء تعلق الأمر" بأزمة ذات طبيعة جيوسياسية (عدائية النماذج الاستبدادية) أو تكنولوجية (انعدام الضمانات الديمقراطية) أو بأزمة ديمقراطية (الاستقطاب، تنامي السياسات القمعية) أو بأزمة ثقة (التشكيك في مصداقية وسائل الإعلام، بل والشعور بالكراهية تجاهها في بعض الحالات) أو بأزمة اقتصادية (استنفاد الجودة الصحفية)".
ورغم السياسات القمعية التي تنتهجها بعض دول الاتحاد الأوروبي وبلدان البلقان، لا تزال أوروبا بحسب التقرير هي القارة الأكثر احترامًا لحرية الصحافة، متقدمة على منطقة الأمريكتين (الشمالية والجنوبية)، التي تأتي في المرتبة الثانية، وإن كانت بعض الدول ذات الوزن الثقيل في هذه المنطقة، وتحديدًا الولايات المتحدة والبرازيل، قد أصبحت من النماذج العدائية تجاه الصحافة والصحفيين. كما سُجلت تراجعات كبيرة في إفريقيا، التي تحتل المركز الثالث على صعيد المناطق، علمًا بأن هذا التقهقر يرجع بصفة خاصة إلى زيادة وتيرة الاعتقالات التعسفية طويلة المدى والهجمات عبر الإنترنت.
واحتفظت النرويج بالصدارة للعام الرابع على التوالي بينما بقيت فنلندا في المرتبة الثانية، وجاءت الدنمارك ثالثة، وتراجعت السويد للمركز الرابع، وجاءت هولندا خامسة،
وعلى الطرف الآخر من الترتيب، لم تطرأ سوى تغييرات طفيفة، حيث حلت كوريا الشمالية في المركز الأخير، وقبلها تركمانستان، ثم إريتريا.