في الوقت الذي تعمل فيه السلطات الصحية في عدد من البلدان على مكافحة جائحة فيروس كورونا، تحاول التنظيمات المتطرفة وخصوصا القاعدة وداعش استغلال هذا الظرف من أجل العودة إلى الواجهة.
فقد نشر تنظيم القاعدة عبر ذراعه الإعلامي "السحاب" وثيقة طويلة من ست صفحات باللغة الإنجليزية عنونها بـ"طريق خلاص البشرية من أزمة فيروس كورونا".
وخصص التنظيم المتطرف الجزء الأول لإدانة ما قال إنه "فحش وفساد أخلاقي" يسود العالم الإسلامي، وكذا "استبداد" قادة الدول الإسلامية بمن فيهم القائمين على أمور الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية، فيما خصص الجزء الثاني لمخاطبة الغربيين وطالبهم بالاستفادة من الحجر الصحي من أجل الاطلاع على الدين الإسلامي ودراسته.
كما دعا التنظيم الذي فقد كثيرا من حضوره خلال السنوات الماضية، أتباعه في أوروبا إلى "تأجيل" ارتكاب الأعمال الإرهابية إلى غاية نهاية الأزمة الصحية.
من جانبه لم يدع تنظيم داعش الإرهابي الذي فقد هو الآخر كل الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، وبات يتشكل من خلايا متفرقة، (لم يدع) الفرصة تمر دون أن يحاول إبراز وجوده رغم ما لحق به من هزائم.
ووصف التنظيم الإرهابي الوباء بأنه "عذاب مؤلم" من الله "لأمم المحاربين الصليبيين"، في إشارة إلى الدول التي شاركت في العمليات العسكرية في العراق وسوريا من أجل القضاء عليه. وأضاف أن هذه الدول تقف اليوم "على حافة كارثة اقتصادية كبيرة، لأنهم قلصوا من حركة التنقل والأسواق تنهار حاليا والحياة العامة تلقى الجمود".
واعتبر الخبير في الحركات الإسلامية إدريس الكنبوري خروج التنظيمين المتطرفين عن صمتهما في هذه المرحلة "غير مفاجئ"، موضحا أن ذلك "يتناسب تماما مع النهج الذي سلكته هذه التنظيمات منذ نشأتها".
وتابع "نحن في مواجهة خطاب يتم تكراره مرار وتكرارا من قبل تنظيم القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تمارس أعمالها تحت يافطة الدفاع عن الإسلام والمسلمين، من أجل دعوة المسلمين إلى التمرد على أنظمتهم والانضمام إليها".
من المعلوم أن الجماعات الإرهابية المعروفة في العالم تهتم بالتواصل. وبالنظر إلى حجم الجائحة التي يواجهها العالم خلال هذه المرحلة، فإن الفرصة مناسبة أمامها لذلك. يحاولون إثبات استمرار تواجدهم رغم الهزائم التي لحقت بهم في ساحات القتال".
وأكد الكنبوري أن مثل هذه الخرجات "تسمح لمثل هذه الحركات بالبقاء على اتصال مع خلاياها النائمة في أوروبا وأماكن أخرى".