انضمت موسكو ولاغوس الاثنين اليوم الاثنين 30 مارس، إلى أكثر من ثلاثة مليار نسمة في العالم يلازمون منازلهم على أمل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. لكن إجراءات العزل لمواجهة هذا الوباء الذي تسبب بوفاة أكثر من 33 ألف شخص في العالم بينهم طفل يقل عمره عن السنة، لا تزال غير مطبقة إلى حد واسع في عدة دول في إفريقيا أو أميركا اللاتينية خصوصاً.
"ابقوا في المنازل" رسالة تتكرر على التلفزيون في فنزويلا لكنها تصطدم بالواقع كون 60% من سكان البلاد البالغ 30 مليون نسمة يواجهون نقصاً في المياه بحسب منظمات غير حكومية. والنتيجة أنه في أحد أحياء كراكاس الشعبية، هناك 200 شخص ينتظرون على الرصيف لتعبئة المياه.
ودخلت موسكو الاثنين اليوم الأول من إجراءات العزل لمدة غير محددة فيما دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بقية سكان البلاد إلى الاستعداد للقيام بالمثل من أجل وقف انتشار فيروس كورونا المستجد. وأمر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بالعزل التام، والذين لا يحترمون الإجراءات يواجهون عقوبة سجن تصل إلى خمس سنوات. ويسمح لسكان موسكو البالغ عددهم 12.5 مليون نسمة بالخروج من منازلهم فقط للتوجه إلى العمل اذا كان ضرورياً وللطوارئ الطبية وللتمون أو التوجه إلى صيدلية. كما يمكنهم الخروج لرمي النفايات أو لنزهة الكلب في محيط مئة متر من مساكنهم.
وأسفر كوفيد-19 عن وفاة أكثر من 35 ألف شخص حول العالم بينما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة 700 ألف حالة.
أوروبا الغربية
وسجّلت إسبانيا 838 وفاة خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد الوفيات بشكل قياسي لليوم الثالث على التوالي. وقال الممرض في مستشفى "إنفانتا صوفيا" في مدريد إدواردو فيرنانديز "امتلأ قسم العناية المشددة لدي بشكل كامل". ويذكر أن السلطات أقامت مستشفى ميداني يضم 5500 سرير في مدريد وحوّلت حلبة تزلج إلى مشرحة. وأضاف فيرنانديز "نحن على شفير انهيار كامل إن لم يكن ذلك قد حصل بالفعل".
وفي بلجيكا، تخطت حصيلة الوفيات جراء الوباء 500 وفاة، بينها 160 خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما وصل عدد الإصابات المؤكدة إلى نحو 12 ألفا، على ما أعلنت السلطات الصحية الاثنين.
أما في بريطانيا، فقد أفاد مسؤولون أن الحياة قد لا تعود لما كانت عليه قبل ستة أشهر. وقالت نائبة كبير المستشارين الطبيين في بريطانيا جيني هاريز غنه لن يكون بإمكان الأطباء تحديد إن كان العزل التام الحالي نجح في إبطاء تفشي الوباء قبل عدة أسابيع.
أما في إيطاليا، حيث سجّلت ثلث الوفيات العالمية، فحذرت الحكومة المواطنين من أنه سيكون عليهم الاستعداد لفترة عزل تام "طويلة جداً" يتم رفعها تدريجيا، رغم تداعياتها الاقتصادية. وقال مستشار الحكومة في مجال الصحة لوكا ريتشيلدي "نخوض معركة طويلة جدا. ننقذ حياة الناس عبر سلوكنا". لكن الضغوط التي تسببت بها التدابير المفروضة على المجتمع الإيطالي والتي كانت أمراً لا يمكن تخيّله قبل أسابيع فقط بدأت تظهر تدريجياً. ولعل المثال الأبرز كان بدء عناصر من الشرطة مدججين بالسلاح بحراسة مداخل متاجر بيع الأغذية في صقلية بعدما وردت تقارير عن عمليات سلب ونهب قام بها أشخاص لم يعودوا قادرين على شراء الأطعمة.
إفريقيا وسوريا واليمن
في القارة السمراء، من شأن فرض عزل تام أن يشكل تحدياً هائلاً للسلطات في دول يعيش عدد كبير من سكانها في فقر ويكسبون قوتهم يوما بيوم. ففي العاصمة النيجيرية لاغوس التي تعد 20 مليون نسمة بدأت أيضاً إجراءات العزل التام. وسجلت نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أفريقيا مع حوالى 200 مليون نسمة، مساء الأحد 97 حالة معلنة لكن العدد قد يرتفع سريعا كما حذر وزير الإعلام لاي محمد الخميس.
وفي بنين، قال الرئيس باتريس تالون إن بلاده لن تفرض عزلاً تاماً كونها تفتقد "الإمكانيات التي تملكها الدول الغنية" للقيام بذلك.
وحذرت مجموعات إغاثية من أن تداعيات فيروس كورونا المستجد على دول العالم المتقدمة قد تبدو ضئيلة للغاية أمام الآثار المدمرة التي قد يتركها على سكان الدول الفقيرة أو مناطق الحروب على غرار سوريا واليمن. ويشير خبراء الأمم المتحدة إلى أن ثلاثة مليارات شخص حول العالم لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه والصابون، الأسلحة الأساسية للحماية من الفيروس.
ينشر بشراكة مع DW