بعد مرور يوم واحد عن حديث مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة محمد اليوبي، عن أن 15 حالة من بين الحالات التي تم التأكد من إصابتها بفيروس كورونا المستجد، سببها رحلة سياحية إلى دولة عربية، قال عمدة مدينة مكناس عبد الله بوانو في تصريح لموقع يابلادي إن العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بمكناس حاليا يبلغ 24 مشيرا إلى أن "20 منهم يتواجدون بمستشفى سيدي سعيد، وأربعة بالمستشفى العسكري. 15 منهم كانوا في رحلة إلى مصر، و9 قدموا من انجلترا واسبانيا".
وأضاف أن المسافرين الذين كانوا في رحلة منظمة إلى مصر "تأكدت إصابة 15 منهم. توفي واحد منهم ليلة أمس". وتابع أنه بعد تأكد الجهات المختصة من أول إصابة في صفوف المشاركين في الرحلة "تواصلت مع جميع المعنيين، وطلبت منهم عدم مغادرة منازلهم والاتصال بها في حالة ظهور بعض أعراض الفيروس".
وأوضح أنه "تم التواصل أيضا مع مخالطيهم، وتم عزلهم في منازلهم. بعدها تم تأكيد إصابة 14 منهم بالفيروس ليصبح العدد 15، فيما لازال الآخرون ينتظرون نتائج التحليلات المخبرية التي سيعلن عنها اليوم".
من جانبه قال بنعيسى بنسحان رئيس الجمعية الإسماعيلية لمتقاعدي التعليم بمكناس، التي نظمت الرحلة خلال الفترة الممتدة من 25 فبراير الماضي إلى 10 مارس، لموقع يابلادي إن "عدد المشاركين بلغ 58 شخصا، من بينهم أنا ومسؤول آخر من الجمعية".
ووصف أجواء الرحلة بأنها كانت عادية جدا، سواء في مصر، أو بعد العودة إلى أرض الوطن وقال "قبل نزول الطائرة بساعة تقريبا إلى مطار الدار البيضاء، وزعوا علينا أوراق، لنجيب على أسئلة حول ما إذا كنا قد قمنا بزيارة إلى الصين. وعند وصولنا للمطار لم نخضع لأي فحص".
لكنه أكد أنه بعد مرور ثلاثة أيام من عودة المجموعة "ظهرت بعض أعراض الفيروس على سيدة في الأربعينيات من عمرها، وعند اتصال زوجها بالجهات المختصة، أخبروه أن مصر ليست معنية، وأن الامر يتعلق بالصين فقط" إلا أن الأمور ساءت أكثر، وتدهورت حالتها، بعد ذلك نقلت إلى المستشفى العسكري، حينها تأكدت إصابتها.
وأوضح رئيس الجمعية أن الجهات الصحية المختصة طلبوا "منا بعد ذلك شراء مقاييس الحرارة، لقياس حرارتنا يوميا، وفي حال ما وصلت الحرارة إلى 38 ينتقل الطاقم الطبي لعين المكان من أجل أخذ المعني بالأمر إلى المستشفى". وتابع أنه "تأكدت إصابة 16 شخصا، اثنان منهم من فاس، ويتلقون العلاج بفاس، و14 آخرين من مكناس ويتلقون العلاج بمستشفى سيدي سعيد، فيما توفي واحد منهم ليلة أمس" أي بعد إعلان الحالات المؤكدة والوفيات يوم أمس من طرف مدير مديرية الأوبئة في وزارة الصحة، وهو ما يرفع عدد حالات الوفيات إلى ستة.
وأوضح بنعيسى، أنه أكمل مدة الحجر الصحي يوم أمس الثلاثاء واليوم توصل بنتائج التحاليل المخبرية التي كانت سلبية. وعبر عن استيائه من قيام البعض بنشر "قائمة تشمل أسماء وعناوين المسافرين الذين شاركوا في الرحلة بالإضافة إلى صورهم" وهو ما اعتبره "مساسا بالحياة الخاصة"، ودعا السلطات المعنية إلى التدخل "والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التشهير بنا".
بدورها قالت إحدى السيدات التي شاركت في الرحلة السياحية رفقة زوجها ليابلادي "بعد عودتنا من الرحلة بأيام قليلة، تلقينا اتصالا من الجهة المختصة وطلبت منا عدم الخروج من البيت، لمدة 15 يوما، وهو ما قمنا به بالفعل".
وأضافت السيدة التي تبلغ من العمر 68 سنة، والتي تقيم رفقة زوجها البالغ من العمر 75 سنة، أنهما بعدما أتمما مدة الحجر الصحي يوم أمس "تلقينا صباح اليوم خبر عدم إصابة زوجي بالفيروس، والآن أنا في انتظار نتائجي"، وتابعت "حتى لو تأكدت سلامتي لن نخرج من البيت".