من أجل ضمان التنوع الحيوي ومواجهة المخاطر المناخية، قامت مجموعة من الدول بإيداع كميات كبيرة من مختلف البذور، في جزيرة نائية داخل مخزن يسمى "قبو يوم القيامة" يقع في جزر سفالبارد التابعة للنرويج والواقعة في أقاصي شمال كوكب الأرض على بعد أقل من ألف كيلومتر من القطب الشمالي. وكان المغرب من بين الدول التي وضعت بذورها في هذا "القبو".
وقبل وضع هذه البذور، قالت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ، إن إيداع هذه "البذور جاء في الوقت المناسب" مشيرة إلى أنه في "سنة 2020، يتعين على الدول حماية التنوع الوراثي للمحاصيل لتحقيق هدف الأمم المتحدة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول سنة 2030".
كجزء من الإيداع الرئيسي، وهو الأكبر منذ إطلاق المنشأة في سنة 2008، قدم المغرب إيداعه الأول عن طريق المعهد الوطني للبحث الزراعي وشمل "عددًا من بذور المناطق الجافة التي تناسب مناخ المغرب المتنوع"، حسب ما أكده القبو في وثيقة عن عمليات التسليم الجديدة.
المصدر ذاته أكد أن أول تسليم للمغرب "يشمل الكزبرة والشعير والعدس والقمح"، مضيفًا أن "نباتات المملكة اليوم تتكون من أكثر من 7000 نوع من النباتات، أكثر من 20 في المائة منها من شمال غرب إفريقيا".
رغم أن هذه المشاركة تعتبر الأولى بالنسبة للمغرب، إلا أنه سبق للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا"، أن أودع عينات من البذور من المغرب.
وحسب نفس الوثيقة، فإن "إيكاردا" قام منذ إنشائه سنة 1977، بإطلاق "برامج بحث وتنمية في 50 بلدا في المناطق الجافة بالعالم من المغرب في شمال إفريقيا إلى بنغلاديش في جنوب آسيا".
وذكرت الوثيقة أن إيداع إيكاردا من المغرب ولبنان "يتكون من أكثر من 9500 نوع من بذور المناطق الجافة، بما في ذلك الحمص والشعير والبازلاء الحلوة والقمح القاسي".
وقامت 36 مؤسسة إقليمية ودولية بإيداع 60.000 عينة، شملت المحاصيل الضرورية مثل القمح والأرز وأشجار التفاح الأوروبي، وغيرها، بهدف حماية البذور الاساسية تحسبا لأخطر الكوارث.
ومن خلال مجموعة من الصور التي تم التقاطها للقبو، يمكن رؤية مدخله وبعض أجزاء جدرانه الخرسانية، مضاء بألياف ضوئية باللون الأزرق والأخضر. ويحتفظ بأكثر من 860 ألف عينة من جميع دول العالم تقريبا، وحتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي داخل القبو تظل العينات محفوظة في درجة حرارة التجمد 200 عام على الأقل.