بات المغربي عبد الصمد بنعمور طباخا مشهورا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وبفضل جودة أطباقه ربط صداقات مع عدد من المشاهير الأمريكيين.
ولد بنعمور المعروف بلقب "الشيف بن" في مدينة العرائش، كان والده ميكانيكيا متخصصا في صيانة مركبات "فولسفاكن" بالقاعدة الأمريكية في القنيطرة. لذلك بدأ مسيرته الدراسية في هذه المدينة، وكان شديد التأثر بالأمريكيين والولايات المتحدة الأمريكية آنذاك.
ومع مغادرة الأمريكيين للمدينة أصبح وضع أسرته صعبا، فحاول البحث عن عمل، وقال في تصريح ليابلادي "نشأت في أسرة لم تكن تملك الكثير، لكنني كنت سعيدا".
وكان الطباخ المغربي في صغره رياضيا، ويتذكر ذلك قائلا "لعبت في القسم الممتاز مع فريق النادي القنيطري لكرة اليد، كنت أقسم وقتي بين الدراسة والرياضة".
وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا، غادر أرض الوطن باتجاه فرنسا، ومالبث أن عاد إلى المغرب، وبدأ يفكر في المغادرة نحو الدول الاسكندنافية، غير أن أصدقاءه اقترحوا عليه التوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
"حصلت على تأشيرة طالب وعمري يبلغ 22 سنة، مررت في الولايات المتحدة الأمريكية بصعوبات في البداية، لكنني لم أستسلم أبدا".
وأكد أن وضعه المادي لم يمكنه من متابعة دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ في البحث عن عمل، وكانت وظيفته الأولى بحسب ما يحكي لموقع يابلادي في مطعم "ماكدونالدز"، بعد ذلك انتقل إلى مطاعم أخرى، مؤكدا أنه كان يفضل العمل في المطاعم لأنه كان "يحب مقابلة الأشخاص" وهو ما سمح له بتعلم اللغة الإنجليزية بسرعة.
بعد ذلك حاول بنعمور افتتاح مقهى خاص اطلق عليه اسم "مقهى باريس"، رغم أنه لم تكن له دراية بعالم الأعمال.
وفي أحد الأيام التقى بالممثل الكندي رايان غوسلينغ، ويتذكر ذلك قائلا "كان قد أنهى فيلمه The Notebook، ونظم حفلة في منزله، واعجب بالأطباق التي قدمتها له ولضيوفه، وقدم لي 150 مدعوا وكانوا كلهم من المشاهير، شعرت آنذاك بالخجل واحمرت وجنتاي".
وتطورت العلاقة بين الرجلين، وقررا افتتاح مطعم معا، وفي 20 ماي 2004 تم افتتاح "Tagine Beverly Hills" ليصبح بعد ذلك واحدا من أفصل المطاعم في المدينة.
وقال إنه عندما أخبره رايان غوسلينغ في البداية برغبه في افتتاح مطعم معه، وقال له إنه ممثل "كان الأمر مضحكا بالنسبة لي، لأن الجميع هنا يقدمون أنفسهم على أنهم ممثلون، ولكن الأمر كان مختلفا عندما رأيت عشرات الفتيات يجرين وراءه من أجل التقاط صور معه"، وتابع "لقد كان الأمر مخيفا لدرجة انني اعتقدت أن شجارا وراءنا".
وحضر حفل الافتتاح عدد من النجوم الأمريكيين مثل نعومي واتس، وديمي مور وبروس ويليس، وسلمى حايك، وكاميرون دياز.
ووصف مطعمه بأنه كان "عبارة عن زاوية صغيرة، بها عشر طاولات، وقائمة متنوعة تختلف حسب أوقات السنة، هذا هو مصدر نجاحنا".
وعن سر نجاحه أكد أنه يحرص على التسوق بنفسه واختيار الخضار الطازجة "مثلما كان يفعل آباؤنا" لكي يقدم أفضل وألذ لأطباق لزبنائه.
وبخصوص علاقته مع المغرب أكد بنعمور أنه يحرص على زيارة بلاده باستمرار "أنا من النوع الذي يزور المغرب كثيرا. لكن منذ وفاة والدتي قلت أسفاري إلى هناك،" ويحرص في كل مرة تطأ فيها قدماه المغرب على "أكل النقانق"، التي تعتبر أكلته المفضلة في مدينة القنيطرة.
"لقد عشت في المغرب لفترة طويلة ولدي ذكريات عائلية لا تنسى. في الولايات المتحدة نحن سفراء بلدنا".
وأكد أنه سيفتتح فرعا لمطعمه في مدينة الدار البيضاء خلال الشهر المقبل، وأضاف "آمل أن يتمكن المغاربة الذين لا يستطيعون السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية من زيارتي هناك. على أي حال كان من المهم أن يكون أول مطعم لي خارج الولايات المتحدة الأمريكية في المغرب".