قرر منتخب جزر الموريشيوس الانسحاب من كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، التي تحتضنها مدينة العيون خلال الفترة من 28 يناير الجاري إلى السابع من الشهر القادم. وذكرت مصادر إعلامية مختصة في الشأن الرياضي أن قرار الانسحاب يحمل أبعادا سياسية، إذ جاء بأوامر من حكومة جزر الموريشيوس.
وكان منتخب الموريشيوس قد قبل تعويض منتخب جنوب إفريقيا الذي انسحب احتجاجا على تنظيم النهائيات في مدينة العيون، وتعرض للهزيمة في المباراة الافتتاحية أمام غينيا الاستوائية بنتيجة أربعة أهداف لهدفين.
وجرت هذه المباراة يوم 28 من الشهر الجاري، بقاعة الحزام بمدينة العيون، لحساب المباراة الأولى عن المجموعة الأولى التي تضم أيضا منتخب المغرب والمنتخب الليبي.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال مصدر مطلع من داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم "هذا الانسحاب لا معنى له، لأن موريشيوس جاءوا ولعبوا مباراتهم الأولى". وتابع "نعتقد أن الضغوط التي مارستها جنوب إفريقيا هي التي دفعت حكومة جزر الموريشيوس لاتخاذ هذا القرار".
وأضاف "الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وهو المخول باتخاذ قرار في هذه النازلة"، وعاد ليؤكد أن "انسحابهم لن يؤثر" على مجريات البطولة، التي ستتأهل المنتخبات التي تحتل المراكز الثلاث الأولى فيها إلى نهائيات كأس العالم.
وتعتبر موريشيوس عضوا في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، الذي تضم 15 بلدا وتتمتع فيها جنوب إفريقيا بتأثير كبير.
واعترفت جزر الموريشيوس بـ"جمهورية" البوليساريو في يوليوز من سنة 1982، وفي يناير من سنة 2014 قررت سحب اعترافها بها ودعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية للنزاع، لكن في أكتوبر من سنة 2015 عادت لربط علاقات مع الجبهة الانفصالية.
وسبق لجنوب إفريقيا أن قررت الانسحاب من المنافسة قبل أيام قليلة من انطلاقتها، واعترف رئيس الاتحاد الجنوب إفريقي لكرة القدم، داني جوردان، بأن القرار جاء نتيجة ضغط من قبل حكومة الرئيس سيريل رامافوسا، التي أخبرتهم أن "المكان الذي تم اختياره لتنظيم البطولة يوجد في قلب نزاع يمكن أن يشكل خطورة كبيرة على اللاعبين".
وتابع "يجب أن ننسحب من البطولة بسبب المشاكل بين المغرب وجنوب إفريقيا"، وزاد "المغرب يصر على إقامة البطولة هناك (العيون)، وقد نصحناهم بالعدول عن قرارهم لكنهم لم ينصتوا لنا. موقف حكومتنا هو أن العيون منطقة متنازع عليها وأرض محتلة".
وبعد ذلك أصدر الاتحاد الجزائري لكرة القدم بيانا، قال فيه إنه راسل رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم للتعبير عن "إدانته ومعارضته" لتنظيم كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، في مدينة العيون، التي وصفها بأنها "واقعة تحت الاحتلال المغربي".
ورغم أن المنتخب الجزائري لم يتأهل للنهائيات إلا أن الجهاز الساهر على أمور كرة القدم في الجزائر حذر من حدوث انقسامات داخل عائلة الكاف بسبب قرار تنظيم هذا الحدث بمدينة العيون.