بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جولة خارجية إلى القارة الإفريقية تستمر إلى غاية اليوم الثلاثاء، ووصل يوم الأحد إلى الجزائر ووجد في استقباله الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، وبعد ذلك توجه إلى غامبيا والسنغال، فيما استثنى المغرب من هذه الجولة، وهو ما يرى فيه البعض تأكيدا على تدهور العلاقات بين الرباط وأنقرة.
وبدأت مؤشرات التوتر في العلاقات بين البلدين تظهر إلى العلن خلال شهر دجنبر الماضي، حين وجهت أنقرة الدعوة لجماعة العدل والإحسان للمشاركة في القمة الإسلامية المصغرة التي احتضنتها العاصمة الماليزية كولا لامبور، وقبل ذلك وصفت قناة تركية حكومية، الانفصالية أميناتو حيدر بـ"غاندي الصحراء".
قبل ذلك كانت العلاقات بين المغرب وتركيا جيدة، وحرص اردوغان على استبعاد جبهة البوليساريو من الطبعة الثانية لمنتدى الأعمال التركي الإفريقي، الذي نظم في أكتوبر من سنة 2018 في مدينة إسطنبول.
وفي يناير من سنة 2016 منعت تركيا الرجل الثاني في جماعة العدل والإحسان فتح الله أرسلان، من دخول البلاد للمشاركة في ندوة فكرية نظمتها مؤسسة عبد السلام ياسين. وهو ما أرجعته الجماعة في حينه لاستجابة تركيا لضغوطات الرباط في إطار التنسيق السياسي والأمني مع المغرب.
بالمقابل قامت السلطات المغربية في سنة 2017 بإغلاق جميع المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة "محمد الفاتح" التي يشتبه في وقوف زعيم جماعة "الخدمة" التركية فتح الله غولن خلفها، علما أن هذا الأخير من أكبر المطلوبين لنظام رجب طيب أردوغان، حيث يتهمه بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الفاشل في سنة 2016.
لكن منذ سنة 2019 بدأت الأمور تتغير، وخصوصا بعد فشل مفاوضات بيع مروحيات "أطاك" العسكرية التركية إلى الجيش المغربي، وكانت تركيا تراهن على توقيع المغرب للصفقة، وتم عرض هذا النوع من المروحيات في معرض مراكش للطيران لسنة 2018. وقبل ذلك زار وفد عسكري مغربي العاصمة التركية أنقرة من أجل التفاوض، لكن في النهاية لم يوقع المغرب على الصفقة.
وقررت المملكة بعد ذلك التوجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية، واقتناء 36 طائرة هيلوكوبتر من طراز "أباش" بقيمة 4.25 مليار دولار.
ويبدو أن عودة المياه إلى مجاريها بين البلدين في الوقت الحالي أمر مستبعد، بالنظر إلى تطورات الأوضاع في ليبيا، ودخول تركيا كفاعل أساسي واستبعاد المملكة من المشاركة في مؤتمر برلين يوم 19 يناير الذي ناقش الوضع في ليبيا.
وخلال نهاية الأسبوع أثنى الرئيس التركي على الدور الجزائري في ليبيا ودول الساحل. كما كشف أردوغان أن تركيا والجزائر تتفاوضان حول ابرام اتفاق للتجارة الحرة، في الوقت الذي باتت فيه اتفاقية التجارة الحرة مع المغرب مهددة، فبعد 13 سنة من توقيعها، تتحدث المملكة عن تكبدها لخسائر سنوية بقيمة ملياري دولار.