" بالأمس كان اليهودي واليوم هاهو الدور على الروماني والعربي أو المسلم"، هذا ما صرحت به السيناتورة لجريدة لوموند وهي تشجب تشكيك حكومة ساركوزي و الجبهة الوطنية في " الفكرة الجمهورية التي تدعو إلى العيش معا" مع النقاش الدائر حول الهوية الوطنية. وتتذكر هذه السيدة الشغوفة بالحرية قائلة:" لقد ترعرعت داخل أسطورة فرنسا المتسامحة، أسطورة زولا وأسطورة حقوق الإنسان ...فرنسا بالنسبة لي هي أفضل ما في الغرب كله وهي الحرية و المساواة والتآخي والثقافة ...".
الإدماج من أجل التقليص من "العزلة و الطائفية"
ولكونها تنحدر من أصول مهاجرة، يبدو أن استير بنباسا أكثر تفهما لمشاكل المهاجرين في فرنسا، فهي تدعو إلى مشاركتهم في المجلس البلدي الذي تعتبره " وسيلة فعالة لكي يتم إشراكهم في الحياة السياسية"، وبدلا من التركيز على المشاكل المتعلقة بالهجرة والرغبة في تحاشي المهاجرين بشكل جدري، يجب إعادة النظر فيما أصبحت عليه فرنسا بفضل الهجرة، وقالت:" يجب أن نذكر على سبيل المثال النجاح الذي عرفته عمليات الإدماج ويجب إشراكهم في العمل السياسي ".
وتستنكر السيناتورة استهداف وزير الدفاع كلود غيان للطلبة الأجانب في الوقت الذي "ساهم فيه هؤلاء الطلبة و الفنانين المهاجرين في صنع شهرة فرنسا، قادمين من مختلف أنحاء العالم سواء من الشرق مثل ماري كوري وجورج شارباك ومن الجنوب مثل بيكاسو و وإيف مونتان و كوليش أو من إفريقيا مثل العديد من الموسيقيين والرياضيين، واليوم فإنه من المستحيل أن يحصل موديلياني أو زيدان على الجنسية، لكنهما أصبحا فرنسيين!".
وبالنسبة للحزب الحاكم، فإنه عارض تصويت الأجانب لمدة طويلة بوصفه للموضوع بأنه مجرد عمل "لتقويض أسس جمهوريتنا". ومع ذلك اعترف نيكولاس ساركوزي في 2011 بأنه "غير مصدوم من تصويت الأجانب بما في ذلك غير المنتمين للإتحاد الأوربي في الانتخابات المحلية، وابتداءا من اللحظة التي يؤدون فيها الضرائب ويحترمون قوانيننا ويعيشون فوق أرضنا منذ خمس سنوات مثلا، فأنا لا أرى أي منطق يدفعنا إلى منعهم..."
وتنتقد السيناتورة قضية التجنيس التي كانت تعتبر عاملا من عوامل الإدماج، والتي أصبحت اليوم "تسيء" للجمهورية. وبالنسبة لها فإن تشديد كلود غيان للتدابير المتعلقة بمنح الجنسية يقصد من ورائه منع المهاجرين من اللجوء إلي هذه المسطرة، إذن ما الذي ستجنيه فرنسا من وراء كل هذا؟
الشعور بالاحتقار
وبالنسبة لها فإن الأمر لا يتعلق " بفتح جميع الحدود وتجنيس جميع المهاجرين"، فالعديد من المهاجرين قد هاجروا واستطاعوا الاندماج في المجتمع الفرنسي لكنهم لا يتحملون أن يتم " نعتهم بالغش والانحراف أو التطرف، وجدير بنا أن نقدم مثالا عن نجاح الإدماج إذ يجب إشراكهم في بناء السياسة المحلية".
وهذا الرأي يتأكد من خلال تصريحات علي بن باز، مغربي مقيم بفرنسا منذ 35 سنة حيث قال ليابلادي:" الأوروبيون وحدهم المؤهلون لمنصب مستشار البلدية و نائب العمدة، أما نحن فلا هذا ولا ذاك، وأنا شخصيا أطالب بأن تتم معاملتي كباقي المواطنين المحليين، فأنا أعيش في فرنسا منذ 35 سنة ولدي طفلين ولدا في فرنسا وأنا أدفع الضرائب ... وكل ما أريده هو أن أكون مؤهلا لولوج البلديات، وبعدما تم الفصل بين المواطنة والجنسية أصبحت أناضل من أجل الحصول على الجنسية لسنوات عديدة".
ولما سألناه عن السبب الذي منعه من الحصول على الجنسية بعد مرور العديد من السنوات على إقامته في فرنسا، أجاب السيد بن علي غاضبا:" الحصول على الجنسية اختيار شخصي وزيادة على ذلك، يجب الخضوع لاختبارات معينة وأنا لا أريد أن يتم اختباري في مدى اندماجي. فأنا أعرف هذا البلد جيدا وأنا واثق من أنني سأندمج أحسن من ذلك الشرطي الذي سيقوم باختباري، وبعد ذلك ...أجد بأن استجوابهم مهين".